تواجه الولايات المتحدة الأمريكية تهديدًا لإمدادات مياه الشرب، مع استهداف البنية التحتية من قِبل قراصنة مرتبطين بالحكومات الصينية والإيرانية والروسية.
تحذير صارم
وأصدرت وكالة حماية البيئة الأمريكية تحذيرًا صارمًا هذا الأسبوع من تزايد التهديد الذي تتعرض له إمدادات مياه الشرب في الولايات المتحدة، مع استهداف البنية التحتية من قِبل قراصنة مرتبطين بالحكومات الصينية والإيرانية والروسية، وفق "مجلة نيوزويك" الأمريكية.
وتساءلت "نيوزويك" الأمريكية، في تقرير لها حول تهديد مياه الشرب في الولايات المتحدة الأمريكية قائلة: "هل مياهنا آمنة؟".
وذكرت وكالة حماية البيئة الأمريكية، "أن أكثر من 70% من أنظمة المياه التي فتشتها الوكالة فشلت في تلبية المتطلبات الأمنية الأساسية المنصوص عليها في قانون مياه الشرب الآمنة، حيث وجد المفتشون نقاط ضعف مثيرة للقلق في مجال الأمن السيبراني في أنظمة مياه الشرب في جميع أنحاء البلاد".
تهديد كبير
وقال البروفيسور بلير فيلتمايت، الخبير في أنظمة المياه في جامعة واترلو في كندا: "إن التهديدات السيبرانية لإمدادات المياه الأمريكية تنمو من حيث التطور، وتشكل تهديدًا كبيرًا بشكل خاص لجنوب غرب الولايات المتحدة الذي هو بالفعل في خطر، واصفًا المنطقة بأنها على حافة الخروج من الماء".
وحذرت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية (CISA)، التي تشكل جزءًا من وزارة الأمن الداخلي، على وجه التحديد من التهديد الذي تشكله القوى الأجنبية لإمدادات المياه الأمريكية.
نقاط ضعف مثيرة
وقالت وكالة حماية البيئة إن هناك "نقاط ضعف مثيرة للقلق في مجال الأمن السيبراني في أنظمة مياه الشرب في جميع أنحاء البلاد، حيث فشلت بعض أنظمة المياه في تغيير كلمات المرور الافتراضية، أو استخدام تسجيلات دخول واحدة لجميع الموظفين، أو فشلت في الحد من وصول الموظفين السابقين".
وفي 19 من مارس الماضي، أرسل مدير وكالة حماية البيئة مايكل ريجان ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان رسالة مشتركة إلى جميع حكام الولايات المتحدة الخمسين يحثونهم فيها على عقد اجتماعات مع الوكالات المحلية "لمناقشة الحاجة الملحة لحماية البنية التحتية الحيوية لقطاع المياه ضد التهديدات السيبرانية".
نقص المياه
كما حذّر البروفيسور فيلتمايت خبير معالجة المياه من أن الجهات المعادية يمكن أن تضخم تأثير هجماتها من خلال استهداف شبكات إمدادات المياه في أجزاء من الولايات المتحدة التي تعاني بالفعل من نقص المياه، وفق مجلة "نيوزويك".
وأضاف "أن جنوب غرب الولايات المتحدة على حافة نفاد المياه، وذلك بسبب مزيج من الحرارة الشديدة الناجمة عن تغير المناخ، وتزايد الجفاف والطلب الزائد، ومن المرجح أن يستهدف الأشرار هذه المنطقة باستخدام منطق ركلهم أثناء سقوطهم".
ويتفق البروفيسور ديفيد ريكهو، الذي يدرس في جامعة ماساتشوستس أمهيرست، مع أن الهجمات الإلكترونية تشكل تهديدًا لشبكة مياه الشرب الأمريكية، لكنه قال إنه يشك في أن يكون لها تأثير صحي كبير، وجميع أنظمة المياه المجتمعية معرّضة إلى حد ما للتلوث المتعمد، لكن من غير المرجح أن يؤدي الهجوم السيبراني إلى تأثير خطير في نوعية المياه أو الصحة العامة.
أنظمة المياه ضحية للهجمات
وقال متحدث باسم وكالة حماية البيئة: "إن أنظمة المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء الولايات المتحدة تقع ضحية للهجمات السيبرانية، وقد زادت حوادث الهجمات السيبرانية ضد مرافق المياه بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، ويتزايد هذا الخطر مع التقدم السريع".
ونصح المتحدث إنه يتعين على جميع مشغلي نظام إدارة المياه "تقليل التعرض للإنترنت المواجه للجمهور"، و"تغيير كلمات المرور الافتراضية على الفور" و"إجراء تدريب للتوعية بالأمن السيبراني".