كشفت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن الشفق القطبي غير المسبوق الذي ظهر مؤخرًا في سماء أمريكا الشمالية وأوروبا، كان من بين أقوى العروض الضوئية التي شهدها كوكب الأرض منذ قرون، وقد يكون من أقوى عروض الشفق القطبي المسجلة في الـ500 عام الماضية.
ووفقًا لبيان صادر عن وكالة "ناسا"، فإن الأضواء المتراقصة التي ربما وصلت إلى خط الاستواء، ناجمة عن أقوى عاصفة مغناطيسية أرضية شهدها الكوكب منذ أكثر من عقدين.
وأفاد البيان بأن "العروض الضوئية التي شهدتها سماء الأرض هذا الشهر، غطت مساحات شاسعة من نصفي الكرة الأرضية، وربما كانت واحدة من أقوى عروض الشفق القطبي المسجلة في الـ500 عام الماضية".
وفي الفترة ما بين 10 و12 مايو الجاري، شهد كوكب الأرض اضطرابًا جيومغناطيسيًا كبيرًا بعد أن اصطدمت خمس عواصف شمسية على الأقل بالأرض، ما أدى إلى إضعاف الغلاف المغناطيسي مؤقتًا.
وانطلقت العواصف الشمسية، المعروفة باسم الانبعاثات الكتلية الإكليلية عن طريق التوهجات الشمسية من البقعة الشمسية العملاقة، والتي كانت أكبر من الأرض في ذلك الوقت بأكثر من 15 مرة، وهي أكبر بقعة مظلمة تظهر على الشمس منذ عقد من الزمن، بحسب وكالة "ناسا".
كما تم رصد عاصفة مغناطيسية أرضية شديدة من الفئة"G4"، وهي ثاني أعلى فئة من العواصف المغناطيسية الأرضية. ولكن في مناسبتين أخريين، وصلت العاصفة مؤقتًا إلى الفئة "G5" القصوى، والتي تعادل تداعياتها حدث كارينجتون عام 1859، أقوى عاصفة شمسية حينها، والتي تسببت في حدوث الشفق القطبي جنوبًا حتى كوبا وهاواي.
وأوضح البيان أن العروض الشفقية، التي تتراوح من الأخضر إلى الوردي والقرمزي، تنجم عن تفاعل الجسيمات المشحونة من الشمس مع الغازات الموجودة في الغلاف الجوي للأرض.
ويظهر الشفق الأكثر إثارة عندما تطلق الشمس سحبًا كبيرة من الجسيمات تسمى الانبعاثات الكتلية الإكليلية.