في الوقت الذي يتزايد فيه السخط العام في الولايات المتحدة، إزاء الدعم السخي الذي توليه واشنطن لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في حرب الإبادة على غزة، يواصل أنصار الاحتلال في بلاد العم سام، تضليل طلاب المدارس في نيويورك بأكذوبة "المحرقة"، لذر الرماد في العيون عن وحشية الاحتلال.
وتشهد العديد من المدن والجامعات الولايات المتحدة، احتجاجات واسعة، دعما للفلسطينيين في مواجهة حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي. ويواجه المحتجون الرافضون للعدوان على غزة، اتهامات بمعاداة السامية، من قبل المسؤولين الأمريكيين الداعمين للاحتلال الإسرائيلي.
وبذريعة مواجهة "معاداة السامية"، أعلن داعمو الاحتلال في مدينة نيويورك عن برنامج، يستهدف تضليل طلاب المدارس بأكذوبة المحرقة. وحسب شبكة "أيه. بي. سي. نيوز" الإخبارية الأمريكية، يستقبل ما يسمى بـ"متحف المحرقة" في مدينة نيويورك، رحلات ميدانية تعليمية مجانية لطلاب المدارس، وذلك في إطار برنامج "مكافحة معاداة السامية".
وذكرت الشبكة، أن البرنامج سيسمح لما يصل إلى 85 ألف طالب في المدارس العامة والخاصة، بالقيام بجولة في متحف التراث اليهودي في مانهاتن على مدار السنوات الثلاث المقبلة، بدءًا من خريف هذا العام.
ولفتت الشبكة إلى أن مدينة نيويورك تعد أكبر منطقة مدرسية في البلاد، حيث تخدم أكثر من مليون طالب، ويقول المنظمين إن المتحف والبرنامج الجديد لديهما القدرة على استضافة ما يصل إلى ثلث طلاب الصف الثامن في المنطقة كل عام.
وقالت عضو مجلس مدينة نيويورك جولي مينين، إنها طرحت الفكرة مع المتحف بعد هجمات الفصائل على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر، وذلك في محاولة لمكافحة معاداة السامية المتزايدة في الولايات المتحدة.
وقد تم تسجيل حوادث تستهدف الأمريكيين اليهود والمسلمين في جميع أنحاء البلاد منذ الحرب الإسرائيلية على غزة، بدءًا من الكتابة على الجدران الهجومية إلى العنف، وفق "أيه. بي. سي. نيوز".
وقالت مينين، وهي ديمقراطية وابنة أحد الناجين من المحرقة المزعومة، في بيان: "نحن بحاجة إلى نهج استباقي لمكافحة هذه الكراهية من جذورها. لهذا السبب تواصلت مع متحف التراث اليهودي برؤية برنامج رحلة ميدانية عالمية".
وسيتكلف البرنامج حوالي 2.5 مليون دولار، وقدم المتحف بالفعل خصومات للطلاب وأيام دخول مجانية. وقالت مينين إن الجولات ستركز على التاريخ العالمي لمعاداة السامية والدعاية التي عجلت بوقوع المحرقة المزعومة.
وأضافت إن مديري المدارس سيلعبون دورًا رئيسيًا في تحديد المدارس التي ستشارك في البرنامج، ويمكن للمدارس التسجيل من خلال الموقع الإلكتروني للمتحف.
وفي شهادته أمام الكونجرس الأمريكي في وقت سابق من هذا الشهر، قال مستشار مدارس مدينة نيويورك ديفيد بانكس، إن المدينة بدأت بالفعل في تطبيق إجراءات جديدة لمكافحة "معاداة السامية" في المدارس، بما في ذلك تطوير منهج جديد "يسلط الضوء على ثقافة ومساهمات المجتمع اليهودي".
وإلى جانب برنامج الترويج للمحرقة المزعومة، كشفت " أيه. بي. سي. نيوز" أن مدارس نيويورك يطلب منها تدريس "الهولوكوست" في منهج واضح يغطي الموضوع بدءًا من الصف الثامن.
وتستخدم إسرائيل "أكذوبة المحرقة" في تضليل الرأي العام وحكومات العالم، في الوقت الذي يشن جيش الاحتلال "حرب إبادة" ضد الفلسطينيين في غزة، حيث وصل عدد ضحايا هذا العدوان إلى أكثر من 35800 شهيد وأكثر من 80 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء.