أطلقت كولومبيا المرحلة الأولية من رحلة استكشافية تحت الماء لاستكشاف سفينة حربية إسبانية غرقت في منطقة البحر الكاريبي، منذ أكثر من 300 عام، ويُعتقد أنها تحتوي على قطع أثرية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
محملة بالكنوز
وتعد السفينة المكونة من 62 مدفعًا هي السفينة الرئيسية وأكبر سفينة شراعية للأسطول الإسباني، التي كانت تحمل الذهب والفضة والزمرد وسلعًا ثمينة أخرى من مناجم بوتوسي في بيرو.
وقال المعهد الكولومبي للأنثروبولوجيا والتاريخ (ICANH) إن المرحلة الأولى من البعثة ستركز على تصوير السفينة باستخدام أجهزة استشعار عن بعد، مضيفًا أن نتائج البعثة الأولية يمكن أن تمهد الطريق لعمليات استكشاف لاحقة، التي من شأنها أن تشمل انتشال المواد الأثرية من حطام السفينة، وفقًا لـ"CNN travel".
وتستخدم بعد ذلك الصور لبناء قائمة بالاكتشافات الأثرية في قاع البحر، كما أعلن المعهد أن موقع الاكتشاف هو منطقة أثرية محمية على المستوى الوطني، من أجل الحفاظ على قيمته العلمية والأثرية".
ويقول الباحثون إنهم يخططون أيضًا لاستخدام سفينة تحت الماء مزودة بتقنيات تحديد المواقع الصوتية، بالإضافة إلى مركبة تشغيل عن بعد مزودة بأجهزة استشعار وأدوات مختلفة يمكنها النزول إلى عمق الموقع.
وقال خوان ديفيد كوريا، وزير الثقافة، في مؤتمر صحفي في مدينة قرطاجنة بكولومبيا، أمس الأربعاء، حيث انطلقت البعثة، "هذه الحكومة تفعل شيئًا غير مسبوق، فاستكشاف غرق السفينة الشراعية كإمكان لفهم التاريخ والثقافة".
معركة قانونية بمليارات الدولارات
كان اكتشاف سان خوسيه مهمًا بالنسبة لكولومبيا، بسبب كنز السفينة من التحف الثقافية والتاريخية، فضلًا عن الأدلة التي قد توفرها حول المناخ الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في أوروبا، خلال أوائل القرن الثامن عشر، إلا أنها أثارت أيضًا معركة قانونية بمليارات الدولارات.
وبينما تؤكد كولومبيا أنها اكتشفت سان خوسيه لأول مرة في عام 2015 بمساعدة علماء دوليين، طعنت تصريحاتها شركة إنقاذ بحرية مقرها الولايات المتحدة تُدعى Sea Search-Armada (SSA)، المعروفة سابقًا باسم Glocca Morra، التي تقول إنهم هم الذين اكتشفوا حطام السفينة في أوائل الثمانينيات.
وأطلقت شركة SSA معركة قانونية ضد الحكومة الكولومبية في محكمة التحكيم الدائمة، مدعية أنها تستحق ما يقرب من 10 مليارات دولار "نصف القيمة المقدرة لكنز السفينة الغارقة".
وقيل إن فقدان سان خوسيه وحمولتها تسبب في صعوبات مالية للتجار بجميع أنحاء أوروبا والعالم الجديد، وسافرت السفينة من بنما إلى كولومبيا عندما غرقت وعلى متنها 600 شخص، 8 يونيو عام 1708، خلال معركة مع السفن البريطانية في حرب الخلافة الإسبانية.
اكتشفت سفينة سان خوسيه في عام 2015 بالمياه قبالة سواحل مدينة قرطاجنة الساحلية من قبل الحكومة الكولومبية، وغالبًا ما يطلق عليها اسم "الكأس المقدسة لحطام السفن".