كشف استطلاع رأي جديد، عن وجود فجوة كبيرة بين الواقع الذي تكشفه الإحصاءات الرسمية عن قوة الاقتصاد الأمريكي، وبين شعور المواطن الأمريكي بأن الاقتصاد يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وهي الظاهرة التي أُطلق عليها مصطلح "انعدام الثقة".
ويعتبر الاستطلاع الذي أجرته صحيفة الجارديان البريطانية، وسلط الضوء على العديد من المفاهيم الخاطئة لدى الأمريكيين حول الاقتصاد، وأطلقوا عليها ظاهرة "انعدام الثقة"، بمثابة جرس إنذار للرئيس الأمريكي جو بايدن، ضمن محاولات إعادة انتخابه في نوفمبر المقبل، والتي من المنتظر أن يخوضها أمام الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما وُصف بمباراة العودة.
ركود اقتصادي
ويعتقد 55% من الأمريكيين أن الاقتصاد ينكمش، كما يرى ثلاثة من كل خمسة أمريكيين بنسبة 56% أن الولايات المتحدة تمر بحالة ركود اقتصادي، والأغلبية تلوم إدارة بايدن على ذلك الأمر، وذلك على الرغم من أن الإحصائيات كشفت عن أن الناتج المحلي الإجمالي، آخذ في النمو، باستثناء انكماش قصير في عام 2022.
وعلى الرغم من ارتفاع مؤشر سوق الأسهم S&P 500، والذي يضم أسهم أكبر 500 شركة مالية أمريكية من بنوك ومؤسسات مالية، بنحو 24% في عام 2023 وارتفع بأكثر من 12% هذا العام، إلا أن ما يقرب من نصف الأمريكيين يروون أنه في انخفاض دائم.
التضخم والأسعار
ويلقي العديد من الأمريكيين اللوم على بايدن في حالة الاقتصاد، حيث قال 58% ممن شملهم الاستطلاع إن الاقتصاد يتدهور بسبب سوء الإدارة الرئاسية، كما أشارت الغالبية العظمى من المشاركين - 72%- إلى أنهم يعتقدون أن التضخم آخذ في الارتفاع، وذلك على عكس الواقع الذي يؤكد أنه بعيد تمامًا عن أعلى مستوى بلغه خلال 40 عامًا، وظل يتقلب بين 3% و4% سنويًا.
أما الأسعار فيرى 70% من الأمريكيين أن أكبر همهم الاقتصادي هو تكلفة المعيشة، وهو ما يكشف أنهم مازالوا يعانون من ارتفاع الأسعار، الذي مازال يرتفع ولكن بوتيرة أبطأ، وبحسب الصحيفة يعتقد 49% أن البطالة وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 50 عامًا، إلا أن الإحصاءات أكدت أن البطالة وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية - أقل من 4%-، وهو أدنى مستوى منذ 50 عامًا، على عكس ما يراه الجمهور تمامًا.
لا نشعر بذلك
وأكد الاستطلاع على أن وجهات النظر حول الاقتصاد تعتمد إلى حد كبير على الحزب السياسي الذي ينتمي إليه الأمريكيون، حيث كان الجمهوريون أكثر ميلًا للإبلاغ عن شعورهم بالإحباط تجاه الاقتصاد من الديمقراطيين، وبحسب الجارديان، يعتقد غالبية الجمهوريين أن الاقتصاد ينكمش والتضخم يتزايد والاقتصاد يسوء، كما يرى 40% من الديمقراطيين نفس الشيء.
ولكن رغم ذلك، ألقى الاستطلاع نوعًا من التفاؤل لبايدن، حيث أكد 75% أن اقتصاد بايدن سيكون له تأثير إيجابي دائم، والتي تشمل الاستثمارات في البنية التحتية، وتصنيع الإلكترونيات عالية التقنية، ومنشآت الطاقة النظيفة، والمزيد من الوظائف النقابية، ووفقًا للرئيس التنفيذي لشركة الاستطلاعات "هاريس"، فإن الأمريكيين وجهوا رسالة للقادة مفادها أنه "ربما يقول الاقتصاديون إن الأمور تتحسن، لكننا لا نشعر بذلك حيث نعيش".