أجرت شركة "يفات" الإسرائيلية للأبحاث الإعلامية، دراسة ميدانية بينت أن "إسرائيل" احتلت المركز الأول كأكثر دولة تُذكر في سياقات سلبية على الساحة الإعلامية الأمريكية، متفوقة حتى على روسيا، وقد أثارت هذه النتائج موجة من ردود الفعل الغاضبة في إسرائيل، إذ اعتبرها البعض دليلًا على تصاعد معاداة السامية وانحياز وسائل الإعلام الغربية ضد الدولة العبرية.
استندت الدراسة إلى رصد شامل لنحو 15,500 مادة إعلامية على مدار 30 يومًا، شملت مئات المواقع الإخبارية والصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون وحتى الشبكات الاجتماعية في الولايات المتحدة.
وأظهرت النتائج أن 56.1% من جميع الإشارات الإعلامية المتعلقة بالدول الأجنبية كانت عن "إسرائيل"، منها 53.2% سلبية و43.2% محايدة و3.6% إيجابية فقط، في حين كانت 98.1% من هذه الإشارات باللغة الإنجليزية.
صدمة في تل أبيب من حجم التغطية السلبية
وقد علق مسؤولون في تل أبيب على نتائج الدراسة بصدمة واضحة من حجم التغطية السلبية التي تلقتها "إسرائيل" في الإعلام الأمريكي، فقد وصف موقع "والا" العبري الوضع بأن "إسرائيل" أصبحت كما لو أنها مصابة بمرض الجذام في أعين الرأي العام الأمريكي، في إشارة إلى الصورة السلبية المشوهة التي تُرسم عنها هناك.
ماني إبراهيمي، الرئيس التنفيذي لشركة "يفات ميديا ريسيرش"، علق على نتائج الدراسة قائلًا: "تظهر البيانات أن تغطية وسائل الإعلام الأمريكية للحرب في غزة تختلف تمامًا عن تلك المُبلَّغ عنها في إسرائيل، وإسرائيل تُقدَّم بطريقة سلبية للغاية، حيث تبدو تقارير غزة وكأنها تشهد مشاهد قاسية".
وأضاف "إبراهيمي" أن هذه التغطية السلبية والمنحازة قد تفسر أو تكون سببًا لكثير من حوادث الكراهية ومعاداة السامية التي ظهرت أخيرًا في الولايات المتحدة، كما تجلى في بعض الحرم الجامعية الأمريكية ومظاهرات معادية لإسرائيل في العديد من المدن الكبرى هناك.
خلفية الصراع وتأثيره على التغطية الإعلامية
تأتي هذه النتائج في سياق العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 35,562 مواطنًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 79,652 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشار الموقع العبري إلى أن حجم التغطية السلبية الذي كشفت عنه هذه الدراسة يُعتبر مثيرًا للقلق من وجهة نظر إسرائيل، إذ قد يؤثر سلبًا على صورتها في الرأي العام الأمريكي، خاصة في ظل تزايد حدة النقاش حول هذا الصراع العربي الإسرائيلي في الآونة الأخيرة.