باتت بيلاروس تمثل الحليف إلى جانب كونها "جارة طيبة" للدب الروسي، في ظل وضع عالمي متغير، على أثر الصراع الدائر في أوكرانيا، دفع الدولتين الساعيتين للتكامل العسكري والاقتصادي بينهما إلى تطوير المشاريع النووية معًا.
جارة طيبة
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، إن بيلاروس ليست جارة طيبة لروسيا فقط، ولكنها حليف أيضا، موضحًا أنه بناء على ذلك يتم حل جميع القضايا الاقتصادية بين البلدين. وفق وكالة تاس الروسية.
التكامل الروسي البيلاروسي
وصل بوتين، مساء يوم الاثنين، إلى العاصمة البيلاروسية، مينسك، في أول زيارة له منذ 2019، يبحث خلالها مع نظيره البيلاروسي قضايا عسكرية، إلى جانب قضايا أخرى ذات صلة بتطوير العلاقات الثنائية للشراكة الاستراتيجية والتحالف بين البلدين. وفق المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.
وذكر المكتب الإعلامي للرئيس البيلاروسي، في وقت سابق، أن المحادثات بين الرئيسين، ستشمل التكامل الروسي البيلاروسي، بما في ذلك في إطار اتفاقات التعاون في المجالين الاقتصادي والعسكري.
روسيا مستعدة لتطوير المشاريع النووية في مينسك
أكد بوتين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره لوكاشينكو، استعداد بلاده لتطوير المشاريع النووية في بيلاروسيا وإعداد الكوادر وبناء المفاعلات.
قال: "نحن نبني محطة للطاقة النووية. المفاعل الأول يعمل... ونحن مستعدون لمواصلة تطوير هذا المشروع، والعمل، وبناء المفاعلات، ولكن، في رأيي فإن الشيء الأكثر أهمية هو أننا مستعدون". وفق "تاس" الروسية.
وأضاف بوتين، أن موسكو ومينسك لديهما اتفاقيات حول تطوير المشاريع النووية، موضحًا: "نقوم بإنشاء الصناعة، وتدريب الكوادر الوطنية، وتطوير العلوم بطريقة مناسبة".
ارتفاع التبادل التجاري بنسبة 10%
وأشار الرئيس الروسي إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين موسكو ومينسك بنسبة 10% خلال عشرة شهور من العام الجاري، بقيمة مالية قال إنها تمثل رقما قياسيًا يصل إلى 40 مليار، لكنه لم يحدد نوع العملة، وفق "نوفوستي".
تعزيز العلاقات رد طبيعي للواقع العالمي
واعتبر الرئيس البيلاروسي، خلال مباحثاته مع بوتين، في قصر الاستقلال في العاصمة، أن تعزيز العلاقات بين موسكو ومينسك، أصبح ردًا طبيعيًا على الوضع المتغير في العالم، في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، منذ 10 أشهر، والذي يختبر قوة البلدين، وفق تعبيره.
قال لوكاشينكو: "لقد أصبح تعزيز العلاقات البيلاروسية الروسية ردًا طبيعيًا على الوضع المتغير في العالم، الذي اختبر وما يزال يختبر قوتنا بشكل دائم، وأعتقد أنه على الرغم من وجود بعض الصعاب، إلا أنه ما زلنا نجد ردودًا فعالة على مختلف التحديات والتهديدات".
آمال لـ"تغليب صوت العقل" في أوروبا
دعا الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الاتحاد الأوروبي إلى أن "يغلب صوت العقل" ويهم بالتعاون مع كل من مينسك وموسكو المنفتحتين على الحوار، وفق تعبيره، إلى مفاوضات بناءة نحو النظام العالمي المستقبلي.
وقال لوكاشينكو: "روسيا وبيلاروس، كما نقول دائما مع فلاديمير بوتين، منفتحان على الحوار مع الدول الأخرى، بما في ذلك الدول الأوروبية. آمل أن يصغوا قريبا إلى صوت العقل وننتقل إلى مفاوضات بناءة في مجالي الأمن العام والنظام العالمي المستقبلي".
وتتخذ أوروبا، كحليف دولي للولايات المتحدة الأمريكية، موقفًا متشددًا من روسيا، في أعقاب شنها منذ 24 فبراير الماضي عملية عسكرية في أوكرانيا، إذ كيلت دول التكتل الـ 27، موسكو، بنحو تسع حزم متتالية من العقوبات الاقتصادية، في محاولة لإعاقة الآلة الحربية الروسية في أوكرانيا، وفرضت في أحدثها وأقساها سقفًا لسعر النفط الروسي المنقول عبر البحر في دولها، ما دفع روسيا بدورها للبحث عن شركاء اقتصاديين جدد، إلى جانب تعزيز علاقاتها الاقتصادية والعسكرية بحلفائها الحاليين.