بعد أكثر من عام على نسخته الأولى في العاصمة العراقية، تتجه أنظار العالم غدًا، صوب المملكة الأردنية، مع انطلاق الدورة الثانية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة "بغداد 2"، حيث يشكل خطوة مهمة نحو خارطة طريق، من أجل مناقشة التحديات التي تواجه العراق ودول الجوار، من أزمات أمنية واقتصادية وسياسية وتنموية، بمشاركة عضوين جديدين، هما البحرين وعمان، إلى جانب مصر والسعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران والعراق وفرنسا.
مشاركة قادة وممثلي الدول والمنظمات الإقليمية
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، يشارك في المؤتمر، عدد من قادة وممثلي الدول والمنظمات الإقليمية، كما يشارك أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
تحقيق الاستقرار.. أهم أهداف المؤتمر
ويعد مؤتمر بغداد الثاني، الذي سيُعقد في منطقة البحر الميت، حدثا مهمًا من أجل مناقشة السبل الممكنة لحشد الجهود من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة التي تواجه عددًا من التحديات المشتركة، وتفرضها الظروف العالمية الحالية، ومن المقرر أن يجرى تناولها على أساس المصالح المشتركة والأمن، وفقًا لمبادئ حُسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية للبلاد، كما سيتناول المؤتمر أيضًا التحديات المتعلقة بالغذاء والصحة وأمن الطاقة في المنطقة والعالم.
الجيش الأردني يؤمن المؤتمر
وأعلن الجيش الأردني، في بيان له، أنه سينشر قوات وآليات عسكرية في الطريق المؤدي من مطار الملكة علياء الدولي إلى منطقة البحر الميت، حيث سيعقد المؤتمر، ونقل البيان عن مصدر عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية قوله إن هذا الانتشار على الطريق من المطار الذي يبعد 30 كلم جنوب عمّان وحتى منطقة البحر الميت، والموجودة على مسافة 50 كيلومترًا غرب عمان، يأتي تمهيدًا لانطلاق مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.
النسخة الأولى من المؤتمر
عقدت النسخة الأولى من المؤتمر في أغسطس 2021 بالعاصمة العراقية بغداد، حيث جرت مناقشة مفاهيم الإصلاح الاقتصادي واتخاذ القرارات الدولية وتخفيف التوتر، بمشاركة كل من الكويت والأردن وتركيا وإيران والسعودية ومصر وقطر والإمارات وفرنسا وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي.
مشاركة فرنسية
وأعلن قصر الإليزيه في الرابع من ديسمبر الجاري أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر مؤتمر بغداد، في نسخته الثانية، التي ستقام بمركز الملك الحسين بن طلال على شواطئ البحر الميت.
وكان "ماكرون" قد تعهد في تلك القمة بأن تقدم فرنسا، بما لها من ثقل دولي وأوروبي، المساعدة فيما يتعلق بقضايا النازحين، بالإضافة إلى إعادة مساعدة الحكومة العراقية ومواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ووقعت في حينها مجموعة من الاتفاقيات المشتركة بين باريس وبغداد لا تزال قيد التنفيذ.
وبحسب بيان الإليزيه، من غير المستبعد إثارة أزمة شغور منصب الرئاسة اللبنانية، للمساعدة في إنهاء حالة الفراغ الرئاسي، وسط أنباء عن أن "الوضع في لبنان سيناقش من زاوية إعادة النظام في البلاد".
حدث إقليمي وليس عراقيًا فحسب
وصرّح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، عقب وصوله إلى العاصمة الأردنية عمّان، بأن التحديات الرئيسية التي تواجه بلاده تتعلق بالغذاء والصحة وأمن الطاقة، وشدد على أن المؤتمر يعد حدثًا حاسمًا ليس فقط للعراق، ولكن للمنطقة بأسرها وسط تحديات يجب على الجميع التعاون والتوحيد لحلها.
فيما أضاف أحمد الصحاف، المتحدث باسم الخارجية العراقية، في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية، أن قمة بغداد المزمع عقدها في عمّان ستكون نوعية تعكس الجهود القطاعية في البلدان الثلاثة العراق والأردن ومصر وتنتهج مسارات جديدة.