اضطرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" إلى الاعتذار عمّا قاله أحد كبار مذيعيها إن "تل أبيب عاصمة إسرائيل"، وذلك بعد تعرضها لاتهامات بالتحيز ضد دولة الاحتلال.
وكان مراسل الشبكة في واشنطن جاري أودونوجو، يعلق على ردّ فعل واشنطن في أعقاب الهجوم الإيراني بطائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل، في منتصف أبريل الماضى، حين استخدم تل أبيب كناية عن الحكومة الإسرائيلية، بدلًا من القدس المحتلة، وقال أودونوجو: "إن أحداث نهاية الأسبوع، مع التعاون العسكري الوثيق، ساعدت في التقريب بين واشنطن وتل أبيب".
ومن الممارسات الصحفية الشائعة استخدام عاصمة الدولة كناية عن مركز حكومتها، غير أن إشارة "أودونجو" إلى تل أبيب عاصمة لإسرائيل، وضعت "بي. بي. سي" في مرمى الاتهامات بالتحيز ضد دولة الاحتلال.
وقال داني كوهين، المدير السابق لتلفزيون "بي. بي. سي" إن"هيئة الإذاعة البريطانية تواجه مشكلة خطيرة في ما يتعلق بالحياد، ومن الواضح أن إدارتها العليا غير مستعدة لمعالجتها".
بينما زعم أندرو بيرسي، عضو البرلمان عن حزب المحافظين، إن "هيئة الإذاعة البريطانية بثّت رواية متحيزة باستمرار عن الكراهية ضد دولة إسرائيل منذ بداية هذا الصراع". وأضاف: "لذلك ليس من المستغرب أنها لا تستطيع تسمية العاصمة الصحيحة لإسرائيل".
وتحتل إسرائيل القدس منذ 1967، وتدعى أنها عاصمة لها، ولا يعترف المجتمع الدولي على نطاق واسع بهذا الإدعاء، إذ توجد معظم السفارات الأجنبية في تل أبيب. وتعتبر الأمم المتحدة القدس الشرقية أرضًا محتلة، ويريدها الفلسطينيون عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية.
وفي عام 2021، أصدرت هيئة الإذاعة البريطانية توجيهات نصّت على أنه "لا ينبغي الإشارة إلى الحكومة الإسرائيلية باسم تل أبيب". ووفقًا لتقرير صادر عن "كاميرا أرابيك" وهي منظمة مراقبة وسائل الإعلام، فقد استخدمت الهيئة الإشارة تلك منذ ذلك الحين 34 مرة.
وعندما طلب منه التعليق على ملاحظة المذيع، قال فريق الشكاوى في "بي بي سي" في البداية: "تحاول الهيئة استخدام لغة منطقية لجمهورنا، في سياق القصة التي ننقلها.. لذلك، قد يكون هناك في بعض التقارير ذكر مراسلات بين واشنطن وتل أبيب، على سبيل المثال".
ونفى متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية، أن تكون الإشارة إلى تل أبيب كعاصمة لإسرائيل، مؤشرًا على أي شكل من أشكال التحيز.
وتعرضت هيئة الإذاعة البريطانية لانتقادات عديدة بسبب تغطيتها العدوان الإسرائيلي على غزة، والإجراءات التي اتخذتها ضد بعض الصحفيين العاملين فيها على خلفية موقفهم المناهض للمذابح التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين.
وفى نوفمبر الماضى، اتهم صحفيون يعملون في (بي بي سي) مؤسستهم بالتحيز لإسرائيل في تغطيتها الحرب على قطاع غزة، والاستماتة في إضفاء طابع إنساني على الضحايا الإسرائيليين، مقابل تجاهل معاناة الضحايا الفلسطينيين، وحذف السياق التاريخي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأحالت هيئة الإذاعة البريطانية في أكتوبر الماضي 6 من صحفييها العرب إلى التحقيق بعد إشادتهم على منصة "إكس" بعملية "طوفان الأقصى" التي شنتها الفصائل الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأوقفتهم لاحقًا عن العمل.