الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"إيكونوميست" تفضح ادعاءات إسرائيل.. الاحتلال عاجز عن القضاء على حماس

  • مشاركة :
post-title
إخلاء قتلى ومصابين من جيش الاحتلال سقطوا في اشتباكات مع الفصائل في غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

فضحت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، زيف الادعاءات الإسرائيلية، بأن الحرب على غزة تهدف إلى القضاء على حماس، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال عاجز عن تحقيق الهدف المعلن لعدوانه المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.

وذكرت المجلة في تقرير بعنوان "الجيش الإسرائيلي عالق في حلقة الموت بغزة"، إن "العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال في كل من رفح الفلسطينية وشمال غزة، تخبرنا الكثير عن الجهد الحربي الإسرائيلي المتعثر في الحرب الدائرة على القطاع".

وترى المجلة أنه لن تكون هناك مواجهة مأساوية بين حماس وجيش الاحتلال في رفح الفلسطينية، لأنها مثل أغلب الحركات الفدائية ستعمل على تفادي الدخول في صراع مباشر مع عدو أفضل منها من حيث العتاد والعدة.

ولفتت المجلة، إلى أن حركة حماس نقلت جزءًا من قواتها إلى أماكن أخرى من قطاع غزة، لكنها ستترك كتيبة في رفح الفلسطينية لمضايقة جيش الاحتلال.

أما الحملة الأخرى لجيش الاحتلال في حي الزيتون شمالي غزة، التي بدأت بعد العملية العسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة، فهي المرة الثالثة التي يحارب فيها جيش الاحتلال مقاتلي حماس في هذا الحي، وكانت المرة الأولى في بداية الحرب العام الماضي، ثم عاد الجيش للمرة الثانية لأسبوعين في فبراير من العام الجاري، ومن المحتمل ألا تكون الجولة الثالثة هي الأخيرة.

وأضاف تقرير "إيكونوميست" أن حماس "تسعى لإعادة السيطرة على مناطق أخرى في غزة، فيما لا تمتلك إسرائيل خطة لمنع ذلك بعد ثمانية أشهر من الحرب".

وفي الوقت ذاته، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحديث عن ترتيبات الوضع في غزة بعد الحرب، الأمر الذي أدى إلى نفور الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأيضًا القادة العسكريين الإسرائيليين.

أساليب حرب العصابات

وذكر التقرير أنه بالنسبة لكثير من السياسيين الإسرائيليين، فإن الهدف الحقيقي للهجوم في رفح الفلسطينية هو حماس ذاتها، إذ أعلن جيش الاحتلال تفكيك 19 كتيبة من بين 24 كتيبة لحماس، مع ملاحظة أن مصطلح "تفكيك الكتائب" يحتمل الكثير من التفسيرات، كما قال التقرير.

ويبقى القضاء على كتائب (حماس) في رفح الفلسطينية بالغ الأهمية لمسؤولين إسرائيليين، على رأسهم نتنياهو، الذي يتحدث عن هدف تدمير هذه الكتائب منذ أشهر.

وأضاف التقرير أن حماس تلجأ إلى أساليب حرب العصابات، لأنها تواجه جيشًا أفضل تسليحًا، مشيرًا إلى أن خبراء الاستراتيجية يرون أن مواجهة مقاومة مسلحة تستلزم "تطهير منطقة من المسلحين، ثم السيطرة عليها، ثم إقامة بديل" لضمان استمرار السيطرة، وهو ما عجزت إسرائيل عن القيام به، ما يعني ترك فراغ ستحاول حماس حتما أن تملأه.

وترى المجلة البريطانية، أن خطة الولايات المتحدة لغزة بعد الحرب، تعتمد على إدارة السلطة الفلسطينية القطاع، وهذا أفضل مما قدمه نتنياهو، وهو عدم وجود خطة على الإطلاق.

نتنياهو لا يريد إغضاب حلفائه المتطرفين

ويشرح التقرير سبب رفض نتنياهو الحديث عن خطة غزة بعد الحرب، وهو ما يثير خلافًا مع واشنطن ومع القيادات العسكرية في إسرائيل، إذ يرغب حلفاؤه من اليمين المتطرف، وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، في عودة المستوطنات الإسرائيلية إلى قطاع غزة.

ويمضي التقرير إلى أنه ربما لا يتفق نتنياهو مع ما يريده حلفاؤه من اليمين المتطرف، لكنه "لا يرغب في إغضابهم بأن يعد بسيطرة فلسطينية على قطاع غزة، والبديل أنه يسمح للقطاع بالانزلاق نحو الفوضى".

وأورد التقرير تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت من أن إسرائيل ربما تتجه نحو إدارة عسكرية طويلة لغزة، وهو ما يتفق معه المسؤولون الأمريكيون.

وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مقابلة سابقة مع شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، من مواجهة إسرائيل ما وصفه "بتمرد مستمر" في قطاع غزة، وترك فراغ تملؤه حماس، كما حدث في شمال القطاع.

واختتمت المجلة البريطانية تقريرها بالقول: "من دون خطة لتأمين غزة وحكمها، ستقاتل إسرائيل في حرب بلا نهاية".