شهد برلمان تايوان، اليوم الجمعة، شجارًا بالأيدي، حيث تدافع السياسيون متسلقين الطاولات وضربوا بعضهم البعض، بينما احتشدوا حول مقعد رئيس المجلس التشريعي بعد أن تصاعدت حدة التوتر في نزاع مرير بشأن الإصلاحات البرلمانية، وذلك قبل أيام قليلة من تنصيب الرئيس الجديد لاي تشينج تي.
ووفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، اندلع الجدال حول مسعى من حزب المعارضة الرئيسي (الكومينتانج)، وحلفائه، لمنح البرلمان صلاحيات أكبر للتدقيق في الحكومة. ويتضمن ذلك خطوة مثيرة للجدل والتي تتمثل في تجريم المسؤولين الذين يُنظر إليهم على أنهم يدلون ببيانات كاذبة في البرلمان، وهو اقتراح رفضه الحزب التقدمي الديمقراطي باعتباره "إساءة استخدام للسلطة بشكل غير دستوري".
ومن المرجح أن تزيد المشاهد الجامحة من التكهنات بأن "لاي" سيواجه تحديًا أصعب من الرئيسة السابقة تساي إنج وين، في الحصول على الدعم لسياساته التشريعية بعد توليه منصبه. ورغم فوزه في الانتخابات الرئاسية في يناير، فشل الحزب الديمقراطي التقدمي في الحصول على الأغلبية المطلقة في المجلس المؤلف من 113 مقعدًا.
ولتايوان تاريخ من المشاحنات البرلمانية، ففي حادثة لا تُنسى في عام 2006، اندلعت حالة من الهرج والمرج عندما حاولت وانج شو هوي، وهي سياسية من الحزب الديمقراطي التقدمي، إيقاف اقتراح مثير للجدل بشأن خطوط النقل المباشرة إلى الصين عن طريق أكله. وفي نهاية المطاف، بصقت وانج الوثيقة ومزقتها بعد أن حاول المعارضون حملها على السعال عن طريق شد شعرها.
وفي عام 2020، ألقى مشرعو حزب الكومينتانج دلاء من أحشاء الخنازير نحو سو تسينج تشانغج، رئيس الوزراء، وتبادلوا الضربات على أرضية مجلس النواب خلال خلاف مشحون بالغضب حول تخفيف واردات لحم الخنزير الأمريكية.
وتركت المناوشات خيوطًا من قلوب الخنازير والأمعاء والرئتين وغيرها من المخلفات متناثرة على السجادة الحمراء للبرلمان، وأظهرت لقطات فيديو للحادث سياسيين، بعضهم يرتدي سترات مطر، وهم يلقون أعضاء الخنازير على بعضهم البعض، في حين دعا مساعدون برلمانيون إلى الهدوء، وفي العام نفسه، انتهى النقاش حول تخفيضات المعاشات التقاعدية إلى معركة بالونات المياه.