الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خطوة تستفز الصين.. أمريكا تشارك في حفل تنصيب رئيس تايوان الجديد

  • مشاركة :
post-title
رئيس تايوان المنتخب لاي تشينغ تي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

لا تتوانى الولايات المتحدة الأمريكية عن مبارزة الصين سياسيًا، من خلال دعمها المتواصل لـ تايوان، التي تنظر لها بكين على أنها جزء من أراضيها، مطالبة باستعادتها، ومع ذلك أعلنت واشنطن أنها سترسل وفدًا لحضور حفل تنصيب رئيس تايوان الجديد، ويزور ممثلو الولايات المتحدة تايبيه بشكل متكرر، الأمر الذي يثير انزعاج الصين.

وترسل الولايات المتحدة وفدًا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لحضور حفل تنصيب لاي تشينج تي، الذي تم انتخابه رئيسًا في شهر يناير الماضي، وقال مسؤول حكومي أمريكي كبير إن المجموعة التي تضم مسؤولين سابقين في الحكومة الأمريكية ستصل إلى تايبيه في نهاية هذا الأسبوع، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.

ومن المقرر أن يتم تنصيب نائب الرئيس الحالي لاي من الحزب الديمقراطي التقدمي، يوم الاثنين، ومن المرجح أن تثير هذه الزيارة غضب الصين، كما أظهرت مناسبات سابقة، وتعتبر بكين الجزيرة الخاضعة للحكم الديمقراطي جزءًا من الجمهورية الشعبية وتهدد باحتلالها بالقوة، ومن ناحية أخرى، ترى تايوان نفسها مستقلة.

تواصل الولايات المتحدة توريد الأسلحة إلى الجزيرة التي يزيد عدد سكانها على 23 مليون نسمة، في الوقت الذي تريد بكين توحيد تايوان مع البر الرئيسي الصيني وتظهر قوتها العسكرية بانتظام في المضيق بين البلدين (مضيق تايوان).

وفي 13 يناير، حقق مرشح يسار الوسط لاي فوزًا واضحًا في الانتخابات الرئاسية بحوالي 40 بالمئة من الأصوات، إلا أنه في الوقت نفسه فقد الحزب التقدمي الديمقراطي أغلبيته في البرلمان ويعتمد الآن على التعاون مع باقي الأحزاب.

وأكد ممثل الحكومة الأمريكية أن واشنطن لا تريد تغيير الوضع الراهن، وتعتبر مسألة تايوان حساسة بالنسبة لها لأن التصعيد في المنطقة من شأنه أن يجر الولايات المتحدة إلى صراع من خلال التزامها بمساعدة تايبيه في الدفاع عن نفسها.

وقبل أيام قليلة من تنصيب رئيس تايوان الجديد لاي تشينج تي، أرسلت الصين أكثر من 40 طائرة مقاتلة نحو الجزيرة الواقعة في شرق آسيا.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية، صباح اليوم الخميس، إنه خلال الـ24 ساعة الماضية، تم تسجيل 45 طائرة بالقرب من الجزيرة، وهو أكبر عدد من الطائرات المقاتلة حتى الآن هذا العام، بعد أن تم تسجيل الرقم القياسي السابق البالغ 36 طائرة في مارس الماضي.

وترسل الصين طائرات عسكرية إلى تايوان كل يوم تقريبًا، وبحسب وزارة الدفاع في تايبيه، حلّقت 26 طائرة هذه المرة فوق الخط المتوسط ​​في المضيق بين تايوان والصين (مضيق تايوان) ودخلت منطقة الدفاع الجوي التايوانية شمال وجنوب غرب الجزيرة، واكتشفت السلطات أيضًا ست سفن حربية صينية حول الجزيرة.

ولا يوجد سبب رسمي لزيادة عدد الطائرات العسكرية الصينية، لكن التوقعات تشير إلى قرب تنصيب رئيس تايوان الجديد "لاي"، الاثنين المقبل، بعد أن فاز في الانتخابات التي جرت في يناير الماضي عن الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة في بكين، بحسب الموقع الألماني. 

ويعتبر الحزب الشيوعي الصيني الحاكم تايوان جزءًا من أراضيه ويتهم الحزب الديمقراطي التقدمي بالانفصال، وتُظهر بكين قوتها العسكرية بانتظام في مضيق تايوان وتهدد بغزو الجزيرة.

وتعمل تايوان على تسليح نفسها، وتمتلك البلاد الآن ما لا يقل عن ستة أنواع مختلفة من صواريخ كروز، بما في ذلك الأسلحة البرية والبحرية، ما يشير إلى أن تايوان تستعد أيضًا لمواجهة عسكرية محتملة مع الصين.

وفي وقت سابق أعلنت الولايات المتحدة 345 مليون دولار كمساعدات عسكرية لتايوان، تتمثل في حزم من السلع والخدمات الدفاعية لوزارة الدفاع، إضافة إلى تعليم وتدريب العسكريين لدعم تايوان.

وتقع جزيرة تايوان في شرق آسيا على بُعد نحو 130 كيلومترًا من البر الرئيسي الصيني، وتبلغ مساحتها تقريبًا مساحة سويسرا، وفي القرن الـ17 كانت تايوان جزئيًا مستعمرة إسبانية وهولندية.

بعد نهاية الحرب الصينية اليابانية الأولى في عام 1895، انتقلت الجزيرة، التي كانت تسمى آنذاك فورموزا، إلى القوة المنتصرة لليابان، واحتج السكان وأسسوا تايوان، بعد استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، سقطت الجزيرة في يد الصين عام 1945.

انتهت الحرب الأهلية الصينية في الأول من أكتوبر عام 1949، أعلن ماو تسي تونج، الثوري الشيوعي، جمهورية الصين الشعبية، ومن ذلك الوقت حكمت تايوان نفسها.