أصبحت الطائرات بدون طيار رخيصة الثمن صداعًا في رأس وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، ومعضلة خلال العمليات التي تخوضها في البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك بسبب التكلفة الباهظة للتصدي لتلك الطائرات.
وتستخدم الولايات المتحدة والجيوش الأخرى في بعض الأحيان ذخائر تبلغ قيمتها ملايين الدولارات لتفجير أنظمة جوية بدون طيار يمكن تصنيعها بأجزاء جاهزة للاستخدام مقابل أموال أقل بكثير.
تكلف صاروخًا بـ3 ملايين دولار
وقال بيل لابلانت، كبير مشتري الأسلحة في البنتاجون، للجنة الفرعية للمخصصات بمجلس الشيوخ الأمريكي، الأربعاء: "إذا أسقطنا طائرة بدون طيار بقيمة 50 ألف دولار، نخسر صاروخًا بقيمة 3 ملايين دولار"، وفق "أكسيوس".
وأضاف "لابلانت": "هذه ليست معادلة تكلفة جيدة، كما أن التكنولوجيا تتغير كل أسبوعين، والتكتيكات تتغير، وستكون معركة مستمرة، وإنه يقود مجموعة جديدة مكلفة بإيصال معدات مكافحة الطائرات بدون طيار إلى الأماكن التي تشتد الحاجة إليها".
واستهدفت إيران إسرائيل بمئات الطائرات بدون طيار الهجومية في وقت سابق من هذا العام، بينما رصد الحوثيون لعدة أشهر السفن في المياه القريبة من اليمن، وفرضوا ضرائب على السفن الحربية والطائرات المقاتلة الأمريكية.
مليار دولار على الذخائر
وأنفقت البحرية الأمريكية ما يقرب من مليار دولار على الذخائر خلال نصف العام الذي نفذت فيه بدوريات في منطقة الشرق الأوسط، بعدما أدت غارة بطائرة بدون طيار في يناير إلى مقتل ثلاثة جنود في الأردن في البرج 22.
وقال الأدميرال فريد بايل، مدير الحرب السطحية برئاسة أركان العمليات البحرية، الثلاثاء: "إن الخدمة تواجه تحديًا من الجانب الخاطئ من منحنى التكلفة، وقد أثبت الدفاع الجوي القائم على الصواريخ نجاحه ولكنه مكلف".
وتساءل"بايل"، في كلمة ضمن حدث استضافه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "هل نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة أكثر فعالية من حيث التكلفة لإسقاط طائرة بدون طيار غير مكلفة على سبيل المثال؟".
واعتمدت السفن في جميع أنحاء الشرق الأوسط الكبير على أنواع مختلفة من الصواريخ القياسية لضرب وابل من الطائرات دون طيار، حيث تبلغ تكلفة صاروخ "SM-2" نحو 2 مليون دولار، فيما يمكن أن تكلف طائرة شاهد الإيرانية بدون طيار، التي يمتلكها الحوثيون آلاف الدولارات.
600 صاروخ
اشترى الجيش الأمريكي في فبراير 600 صاروخ اعتراضي من طراز "Coyote" من شركة "RTX"، المعروفة سابقًا باسم "Raytheon Technologies"، في صفقة تبلغ قيمتها 75 مليون دولار، والتي تُستخدم أجهزة "Coyote" فيما يُعرف باسم نظام الهزيمة المتكامل للطائرات بدون طيار المنخفض والبطيء والصغير.
وتلقى الجيش الأمريكي أربعة نماذج أولية لأسلحة الطائرات بدون طيار من شركة الدفاع Epirus، كجزء من صفقة بقيمة 66 مليون دولار من خلال جهود الاستحواذ السريع لتعزيز الدفاعات ضد الأنظمة الجوية بدون طيار.
قلق متزايد
ويشعر البنتاجون بقلق متزايد بشأن التهديد الذي تشكله الطائرات بدون طيار، وخاصة بعد رؤية استخدامها في أوكرانيا وانتشارها في الشرق الأوسط الكبير.
وسعى الجيش الأمريكي لعقود من الزمن إلى إيجاد أدوات عملية للطاقة الموجهة، حيث ينفق البنتاجون ما متوسطه مليار دولار سنويًا على تطوير الطاقة الموجهة، وفقًا لتقرير هيئة رقابية اتحادية.