الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حريف السينما المصرية.. عادل إمام توهج يزداد رغم الغياب

  • مشاركة :
post-title
عادل إمام

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

على مدار 6 عقود من العطاء الفني، وضع الفنان المصري عادل إمام في رصيده الشخصي محبةً خاصةً من جمهور الوطن العربي، وتوهجًا يزداد يومًا بعد الآخر، رغم غيابه الفني في الفترة الأخيرة، لكن المكانة التي وصل إليها النجم الملقب بـ"الزعيم" والشعبية في مصر والوطن العربي لا يستطيع أحد منافسته عليها، ليكون اسمه دلالة على عافية الفن المصري، الأمر الذي يتجسد مع الاحتفاء بعيد ميلاده، الذي يوافق اليوم الجمعة 17 مايو، وحالة الاهتمام الإعلامي والفني بهذا اليوم.

 تميزت مسيرة عادل إمام بالالتزام والذكاء في اختيار الأدوار، فحفظ مكانته في قلوب كل عشاقه، بل اقتران اسم الزعيم بأي نجم أو عمل فني يعد بمثابة تأشيرة نجاح لكل صناعه، إذ يمثل تميمة حظ لكل من يتعاون معه فيكون اسمه إضافة للسيرة الذاتية لكل من وقف أمامه، وبالتزامن مع عيد ميلاده الـ84، أرسل عدد من أصدقائه بطاقة محبة وتهنئة من خلال موقع "القاهرة الإخبارية"، كشفوا من خلالها عن كواليس علاقتهم به.

عادل إمام
بشير الديك: فنان ذكي

مرّ أكثر من 42 عامًا على فيلم "الحريف"، الذي يعد علامة مضيئة في تاريخ السينما وعملًا مؤثرًا من بين سلسلة من الأعمال التي تشهد على موهبة الزعيم، وكشف كاتب قصة وسيناريو وحوار الفيلم بشير الديك عن كواليس العمل: "هذا الفيلم هو الوحيد الذي جمعني بالزعيم رغم أننا أصدقاء وتربطني به علاقة قوية، وقدمته عام 1982 أي مرّ عليه نحو 42 عامًا، واستمتعت بالعمل فيه لأن عادل إمام فنان ذكي، ويمتلك قدرات خاصة وشخص محبوب، والكاميرا تحبه وبينه وبين الجمهور حالة من التناغم والعشق ووصل لشعبية وجماهيرية لم ينافسه أحد عليها".

لم يكن عادل إمام الاختيار الأول لهذا الفيلم، إذ سبقه اختيار نجم آخر للبطولة، لكن الصدفة لعبت دورها في اختياره ليضع بصمته الخاصة على العمل، وعن ذلك قال الديك: "أحمد زكي كان الاختيار الأول لصناع الفيلم، لكن بعد فترة شعرنا أن الزعيم الأقرب للشخصية ولديه بُعد فني وفكري وجماهيري، كما أن زكي طلب تعديلات وتلحين الأغاني، فكان الزعيم الأقرب للفيلم الذي تكلف إنتاجيًا كثيرًا ولذلك حصلنا على سلفة من شركات التوزيع لاستكماله وبعد طرحه في دور العرض لم يأخذ حظه مثل باقي أفلامه، لكننا استطعنا تغطية تكاليفه".

وحول سبب عدم تحقيقه الإيرادات المتوقعة من شباك التذاكر، أكد السيناريست أن الفيلم نجح تلفزيونيًا أكثر منه سينمائيًا، إذ إن الجمهور اندهش عندما شاهد الفيلم لأن إمام قدم دورًا مُختلفًا تمامًا عليه، يحمل فلسفة ورؤية جديدة عن نوعية الأفلام الكوميدية التي كان يقدمها، والفيلم عاش مع الناس ونجاحه يزداد يومًا بعد الآخر.

عادل إمام
إلهام شاهين: توقع نجوميتي

كان لعادل إمام دور بارز في إعطاء الكثير من المواهب الشابة فرصًا للظهور ليصبحوا نجومًا بعد ذلك، منهم إلهام شاهين، التي أكدت أن الزعيم كان كلمة السر في البطولة الأولى لها في السينما: "قدمت أول فيلم بحياتي في أثناء دراستي بمعهد الفنون المسرحية وهو (أمهات في المنفى)، ووقفت فيه أمام عادل إمام وسط فنانين آخرين وكنت أبلغ وقتها 17 عامًا، وكانت سعادتي غامرة حين صوّرت أول مشهد معه على سلم محكمة الإسكندرية، وقتها لن أنسى أنه توقع لي أنني سأصبح نجمة يومًا ما".

أضافت: "عقب انتهاء الفيلم قدمت عددًا من الأعمال منها: العار، ولا تسألني من أنا، والبريء، ومسلسل (وقال البحر) والأخير قدمت فيه دور بائعة خضار، وعندما شاهدني على الشاشة هاتفني وأثنى على ما قدمته، وفوجئت به يطلبني للمشاركة في بطولة فيلم الهلفوت، وأرسل لي السيناريو وتحمس لي جدًا مع المخرج سمير سيف والسيناريست وحيد حامد، وكان المشروع بمثابة صناعة نجمة، إذ حصلت على أول بطولة حقيقية في أثناء تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية، وحصدت أول جائزة بحياتي كأحسن ممثلة، فهو قدمني في دور جديد وغير متوقع، ثم عملنا سويًا في فيلم (رمضان فوق البركان)، لكن يبقى (الهلفوت) من العلامات المؤثرة التي لن أنساها".

وأشارت "شاهين" إلى أنه جرى تواصل مؤخرًا بينها وبين الزعيم، موضحة: "الزعيم هاتفني من تليفون ابنته، عقب كتابتي لمنشور على صفحتي بعد إطلاق اسمه على أحد الكباري، أكد لي امتنانه لما كتبته، فقلت له أن تكريمه بمثابة تكريم لأهل الفن المصري".

أضافت: "تجمعني صداقة قوية مع عادل منذ سنوات طويلة، وهو بمثابة أخ كبير للوسط الفني كله ويشعر بالمسؤولية تجاههم، فلا يسمع بأزمة أحد أو مرضه حتى يبادر بالسؤال عنه وتقديم الدعم له، وأعتبره شقيقي الأكبر والناصح الأمين ومواقفه لا تُنسى".

وقف عادل إمام كحائط صد أمام الفكر المتطرف ليحاربه بالفن الذي وصل لملايين الأشخاص، وعن ذلك قالت إلهام شاهين: "الزعيم من أوائل الناس التي تحدثت عن الإرهاب، وقدم درسًا لكل شاب تعرض لغسيل مخ، من خلال فيلم (الإرهابي)، كما شكلت أفلامه مع وحيد حامد علامة مميزة في تاريخ السينما المصرية، مثل: اللعب مع الكبار، والمنسي، وغيرها من الأعمال المليئة بالرسائل، وهو وصل لقمة النجومية ومن حقه أن يرتاح ويعيش في هدوء بعد عطاء لسنوات طويلة".

عادل إمام
رشوان توفيق: أسعد الملايين

بالنظر للبدايات الأولى التي وقف فيها عادل إمام لأول مرة على خشبة مسرح التلفزيون، رافق الفنان رشوان توفيق الزعيم في مواقف لا يمكن أن تمحوها الذاكرة، وعن ذلك قال: "كنت أرافق عادل إمام في أول عمل له يطل به على الجمهور في مسرحية تحمل اسم (ثورة قرية) ضمن الفرق التي كونها التلفزيون المصري، وكانت من تأليف الفنان الراحل عزت العلايلي وإخراج حسين كمال".

وأضاف رشوان توفيق: "رغم أنه كان دورًا صغيرًا يتمحور حول قوله 4 كلمات فقط (حلاوة سمسمية بمليم الوقية) فكنت أسمع من الكواليس ضحك الجمهور، ثم شارك بدور أكبر حجمًا إلى حد ما في مسرحية (أنا وهو وهي) بشخصية دسوقي أفندي، ليقدم دورًا ثانيًا في حياته الفنية لتتوالى الأدوار ليصبح بعدها بطلًا كبيرًا، فكنت شاهدًا على تعب البدايات وصعوده سلم الشهرة خطوة بخطوة، فهو لم يصل بسهولة لما حققه إلا بعد عناء طويل".

وأشار "توفيق" إلى أنه تعاون مع عادل إمام أيضًا في مسلسل "أستاذ ورئيس قسم"، وفوجئ به في الكواليس يردد جملته القديمة "حلاوة سمسمية بمليم الوقية".

ووصف رشوان توفيق النجم عادل إمام بالفنان العالمي الذي أسعد الملايين على مدار أكثر من 60 عامًا، قدم خلالها كل الأدوار الكوميدي والتراجيدي والسياسي والوطني.