أعلنت ليلى جرينبرج كول، المساعدة الخاصة لرئيس موظفي وزارة الداخلية الأمريكية، استقالتها من منصبها، معربة عن عدم قدرتها على العمل لإدارة الرئيس جو بايدن، في ظل دعمه المستمر للحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة المحاصر.
وأثارت استقالة "كول"، التي تنحدر من أصول يهودية، ضجة واسعة، وسلطت الضوء على الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي بشأن السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الخلفية والدوافع
تعد "كول" أول موظفة يهودية معينة تستقيل علنًا بسبب دعم بايدن غير المشروط لإسرائيل، وفي رسالة استقالتها، قالت كول: "لا أستطيع بضمير حي مواصلة تمثيل هذه الإدارة في ظل الدعم الكارثي المستمر من الرئيس بايدن للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة".
وتابعت، في إشارة إلى منصبها كموظفة معينة في إدارة رئاسية: "هذه هي قصة العديد من أفراد مجتمعي.. قصة بقاء وتحرك صاعد وتحقيق للحلم الأمريكي، ولكن سألت نفسي مرارًا وتكرارًا خلال الأشهر الثمانية الماضية: ما الفائدة من امتلاك السلطة إذا لم تستخدمها لوقف جرائم ضد الإنسانية؟".
شرح جرينبرج كول
وفي مقابلة صحفية، أوضحت "كول" أن قرار الاستقالة كان صعبًا عليها بسبب نشأتها في مجتمع يهودي، لكنها قالت إن القيم اليهودية التي تربت عليها لمدة 20 عامًا هي ما قادها إلى هذا القرار.
وأضافت: "ديانتي وهويتي اليهودية هي الجزء الأهم من شخصيتي، وهي كل القيم التي تربيت عليها، وكل تعليمي اليهودي لمدة 20 عامًا، هو الذي أوصلني إلى هذا القرار، وهو ما يجعلني أعرف أنه الصواب".
وتابعت: "ما تفعله إسرائيل بالناس في غزة وبالفلسطينيين في جميع أنحاء الأراضي "غير يهودي" بالنسبة لي ويشكل عارًا على أسلافنا".
تحول كول عن تأييد إسرائيل
تخرجت جرينبرج كول في جامعة كاليفورنيا في بيركلي عام 2019، وكانت رئيسة لجماعة تابعة للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، وقالت إنها نشأت على حضور الفعاليات الطلابية التي تنظمها هذه المجموعة.
وفي مقال لها في مجلة "تين فوج" قبل عامين، ذكرت أنها بدأت تشكك في "إيباك" ومهمتها المتمثلة في ضمان الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل، بعد أن تعرفت على المزيد من الفلسطينيين.
وخلال رسالة استقالتها يوم الأربعاء، أشارت جرينبرج كول إلى أن الولايات المتحدة مكّنت "جرائم الحرب الإسرائيلية ووضع الفصل العنصري والاحتلال القائم"، مؤكدة أن مثل هذه السياسات لا تحمي الإسرائيليين أو اليهود.
وكتبت "كول": "لدى الرئيس سلطة الدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم، ووقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، وفرض شروط على المساعدات.. لم تستخدم الولايات المتحدة سوى القليل من نفوذها خلال الأشهر الثمانية الماضية لمحاسبة إسرائيل".
وأضافت: "على العكس تمامًا، فقد مكّنا وشرّعنا أفعال إسرائيل من خلال حظر قرارات الأمم المتحدة المصممة لمحاسبتها".
تعليق إسرائيل
وتنفي إسرائيل بشدة أن أفعالها العسكرية في غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطيني وتشريد شبه كامل لسكان القطاع البالغ عددهم نحو 2 مليون نسمة، تصل إلى حد الإبادة الجماعية"، وتبرر هجومها الدامي بأنها تدافع عن نفسها بعد هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، واحتجاز نحو 250 شخص إضافة إلى مقتل 1200.
الانقسامات الديمقراطية
ويتزايد عدد أعضاء الحزب الديمقراطي، في دعوة بايدن إلى تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل أو فرض شروط عليها على الأقل.
ويأتي ذلك في ظل الخسائر البشرية الفادحة الناجمة عن الحرب والحصار المستمر على غزة، إضافة إلى انهيار النظام الصحي في القطاع وانتشار الجوع والأمراض بين سكانه بشكل واسع.