نفدت الخيام والمواد الغذائية لدى الأمم المتحدة، التي يمكن توزيعها على ما يقرب من مليوني شخص في قطاع غزة، الذين نزح غالبيتهم من منازلهم ويعتمدون على المساعدات في مواجهة المجاعة التي تلوح في الأفق.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، بعد ظهر اليوم الأربعاء، إن مستودعاتهم أصبحت فارغة تمامًا جنوب النهر الذي يفصل الثلث الشمالي من قطاع غزة عن الجنوب، مع عدم وجود احتمال لإعادة الإمدادات طالما ظلت نقاط الدخول الرئيسية إلى القطاع مغلقة بعد الهجمات الإسرائيلية.
ووفقًا للمسؤولين، أصبحت مستودعات المساعدات في ثلثي الأراضي الجنوبية فارغة وستكون إعادة الإمدادات صعبة للغاية.
وقال جورجيوس بتروبولوس، رئيس المكتب الفرعي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية في غزة: "لا توجد خيام في المستودعات الإنسانية. كما لم يعد هناك أي مخزون من الغذاء لدى برنامج الأغذية العالمي أو الأونروا جنوب النهر".
كان برنامج الأغذية العالمي والأونروا مدا سكان غزة بالضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، ومع ذلك، فإن توزيعها يعتمد على تدفق الشاحنات بشكل رئيسي عبر معبر غزة مع مصر في رفح الفلسطينية ونقطة الدخول القريبة من إسرائيل في كيرم شالوم.
وفرَّ أكثر من 600 ألف شخص من رفح الفلسطينية، وفقًا لأحدث تقديرات الأمم المتحدة، تنفيذًا لأوامر جيش الاحتلال، الذي شن هجومًا هدد به منذ فترة طويلة على المدينة الأسبوع الماضي.
واتبع 100 ألف شخص آخرين في الشمال تعليمات إسرائيلية مماثلة بإخلاء منازلهم أو ملاجئهم، وطُلب من الجميع الانتقال إلى "منطقة إنسانية موسعة" محددة على طول الساحل الجنوبي لغزة، حيث لم يتم توفير أي مخصصات تقريبًا للمأوى أو توزيع الغذاء.
وقال مسؤولو المساعدات إن 54 شاحنة دخلت غزة عبر معبر إيريز الشمالي أمس الثلاثاء، وستسمح حمولاتها بالتوزيع في شمال غزة. لكن تشير التقديرات إلى أن هناك حاجة لنحو 500 حمولة شاحنة لتوفير الاحتياجات الأساسية لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وعلى الرغم من أن المستشفيات والعيادات القليلة المتبقية في المنطقة لديها مخزون يكفي لمدة شهر تقريبًا من الأدوية والإمدادات الأساسية، إلا أن النقص الحاد في الوقود أدى إلى انخفاض الخدمات.
وتسبب العدوان الإسرائيلي في دمار هائل وتشريد نحو مليوني شخص واستشهاد نحو 35 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل بحاجة إلى خطة واضحة وملموسة لمستقبل غزة حيث تواجه احتمال حدوث فراغ في السلطة يمكن أن تملأه الفوضى.
كما دخلت دولة الاحتلال الإسرائيلي في نزاع مع الأمم المتحدة بعد أن نشر جيشها لقطات بطائرة بدون طيار تُظهر رجالًا مسلحين مجهولين يقفون بجوار مركبات تحمل علامة الأمم المتحدة في مجمع للأونروا في رفح الفلسطينية.
وتعرضت الأونروا لانتقادات شديدة من قِبل دولة الاحتلال، التي تتهم الوكالة بالتعاون مع حماس في غزة. وتنفي الوكالة بشدة هذه الاتهامات.