يُواصل جيش الاحتلال والمستوطنون تنفيذ مخطط تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال مهاجمة شاحنات المساعدات، وغلق المعابر، رغم الدعوات الدولية لإدخال المساعدات إلى القطاع المُحاصر، الذي تفتك المجاعة بسكانه.
ومنذ الأسبوع الماضي، يغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، معابر قطاع غزة، ويمنع إدخال المساعدات الإنسانية وسفر المرضى والجرحى، بعد اجتياحه مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، وسيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وغلق معبر كرم أبو سالم، الذي يُعد "شريان الحياة" الأساسي لأهالي القطاع.
ويُنذر إيقاف المساعدات بإيقاع مجاعة لأكثر من 1,700,000 إنسان يعيشون في جنوب غزة، ولن يستطيع كل هؤلاء الحصول على وجبة غذاء واحدة يوميًا، بل إن الجوع سيأكل الأخضر واليابس خلال الأيام القادمة، في ظل انعدام الغذاء والماء نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وخلق الحصار الإسرائيلي لغزة ما يُشير إليه مسؤولو الإغاثة باسم "الجوع الذي صنعه الإنسان"، حيث يواجه القطاع تهديد الوفيات الجماعية من المجاعة مع الأطفال الذين يموتون بالفعل من الجوع، وفق ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وإلى جانب غلق المعابر، يستهدف جيش الاحتلال الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى غزة، إذ نفذت قوات الاحتلال ما لا يقل عن ثماني ضربات على قوافل إنسانية ومرافقها في غزة منذ أكتوبر، وفق منظمات الإغاثة.
وذكرت الأمم المتحدة أن 254 من عمال الإغاثة لقوا حتفهم في غزة منذ 7 أكتوبر، ويمثل موظفو الأونروا 188 من هذه الوفيات، وتأثرت 169 من مرافق الوكالة الأممية بالاعتداءات الإسرائيلية.
ويشارك المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة في تنفيذ مخطط "تجويع غزة"، حيث أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، قيام مستوطنين عند نقطة تفتيش بالخليل، بالهجوم على شاحنات مُحملة بالمساعدات مُتجهة لغزة، ونهب محتوياتها، دون أن يتدخل جنود الاحتلال.
وأدان البيت الأبيض الهجوم على قافلة المساعدات المتجهة إلى غزة من قبل المستوطنين الإسرائيليين، الذين ألقوا حزم الطعام في الطريق وأشعلوا النار في المركبات.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، للصحفيين: "نُعرب عن كامل غضبنا من قيام أشخاص بالهجوم ونهب القوافل القادمة من الأردن، وتتجه إلى غزة لتقديم المساعدة الإنسانية".