رغم مرور 6 أشهر على الانتخابات البرلمانية في هولندا، وفوز الشعبوي اليميني خيرت فيلدرز، تعيش البلاد أوضاعًا سياسية صعبة، بعد الفشل في تشكيل حكومة ائتلافية، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وأعطى اليميني "فيلدرز"، الأمل في اقتراب تشكيل حكومة ائتلافية بعد نحو 6 أشهر من فوزه في الانتخابات، مؤكدًا أنه بعد 16 ساعة من المفاوضات الماراثونية مع حزب "VVD" الليبرالي المحافظ الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته مارك روته، وحزبان يمينيان محافظان آخران، إنه لم يستطع رؤية فشلها، وتم التوصل إلى اتفاق بشأن المالية الحكومية.
محاولات تشكيل الحكومة
يسعى المفاوضون لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وإذا تم التوصل فإن حزب من أجل الحرية اليميني الشعبوي والمناهض للمسلمين بقيادة فيلدرز سيشكل ائتلافًا مع الحزب الحاكم السابق VVD، وحزب يمين الوسط NSC، وحزب احتجاج المزارعين BBB بأغلبية 88 مقعدًا من 150 في البرلمان.
ومن المتوقع أن يكشف فيلدرز عن مرشحه لرئاسة الوزراء، اليوم الأربعاء، بعد أن أعلن مارس الماضي، أنه سيتخلى عن المنصب، بعد أن صرح مرارًا وتكرارًا أنه لن ينضم إلا لحكومة من شأنها أن تقيد بشكل كبير هجرة اللاجئين.
رفضه دعم أوكرانيا
وخلال حملته الانتخابية، أعلن أيضًا أنه سيخفض مدفوعات الاتحاد الأوروبي الهولندية، ويمنع انضمام أعضاء جدد مثل أوكرانيا، ويوقف شحنات الأسلحة إلى كييف.
وأعرب "فيلدرز" على وسائل التواصل الاجتماعي عن قلقه بشأن العدد الكبير من الأوكرانيين القادمين إلى هولندا، في رأيه ليس بسبب الحرب، لكن بسبب السكن المجاني والرعاية المجانية والوظائف، قائلًا: "مرة أخرى نحن حمقى أوروبا".
كان السياسي، المعروف أيضًا باسم "دونالد ترامب الهولندي"، تحدث سابقًا عن الدعم العسكري لأوكرانيا، بحجة أن هولندا تحتاج إلى أسلحتها للدفاع عن نفسها، بحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية.
ووصل أكثر من 100 ألف لاجئ هولندا، الدولة التي يبلغ عدد سكانها نحو 18 مليون نسمة، منذ الحرب الروسية الأوكرانية قبل عامين.
وتأتي تعليقات فيلدرز في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة البريطانية تمديد فترة استقبال اللاجئين الأوكرانيين في المملكة المتحدة، ويمكن لحاملي تأشيرة أوكرانيا الآن التقدم بطلب لتمديد إقامتهم لمدة 18 شهرًا أخرى، مع نفس الحقوق في العمل والمزايا الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليم.
معوقات تشكيل الحكومة
شدد رئيس الوزراء المنتهية ولايته مارك روته، نهاية الأسبوع، على أن دعم هولندا لأوكرانيا مضمون على المدى الطويل، وادعى أن فيلدرز لن يجد شريكًا في الائتلاف يشاركه هدفه المتمثل في قطع هذا الدعم.
ولا تزال دعوات فيلدرز، السابقة لحظر القرآن ودعمه لاستفتاء يشبه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تسبب مشكلات لشركائه المحتملين في الائتلاف، بالإضافة إلى موقفه من أوكرانيا.
مقترحات تشريعية مثيرة للجدل ضد المسلمين
وسحب فيلدرز، ثلاثة مقترحات تشريعية مثيرة للجدل ضد الإسلام والمسلمين، وأبلغ اللجنة التنفيذية النيابية بذلك كتابيًا دون إبداء أي أسباب.
وسعى "فيلدرز" إلى تقييد حقوق المسلمين في هولندا بموجب القانون، إلا أن أعلى محكمة في البلاد صنفت اقتراحات الفائز الشعبوي اليميني في الانتخابات على أنها انتهاك لسيادة القانون، وتضمنت المقترحات فرض حظر على المساجد والقرآن، بالإضافة إلى فرض قيود صارمة على الحقوق الأساسية للمسلمين.
وسيستأنف حزب "من أجل الحرية " المحادثات مع ثلاثة أحزاب يمينية أخرى حول التشكيل المحتمل للحكومة، بعد أن فاز اليمين بشكل مفاجئ في الانتخابات البرلمانيةـ التي جرت أكتوبر الماضي، وأعلن بالفعل أنه سيؤجل المشروعات المثيرة للجدل.
كان حزب الحرية قدم القوانين الثلاثة قبل فترة طويلة من الانتخابات، ووفقًا لأحد الاقتراحات، فإن حيازة القرآن ينبغي أن يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل 5 سنوات