الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اقتصاديات الجيش أهم أولوياته.. "بيلوسوف" تغيير استراتيجي في القيادة العسكرية الروسية

  • مشاركة :
post-title
سيرجي شويجو وأندريه بيلوسوف

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تغييرات جذرية في قيادة وزارة الدفاع الروسية، في خضم التغييرات الوزارية التي تلت تنصيبه لفترة رئاسية جديدة، وبعد أكثر من عامين على بدء الحرب مع أوكرانيا، يبدو أن بوتين يسعى لإعادة ترتيب أوراقه من خلال ترشيح المدني أندريه بيلوسوف، نائب رئيس الوزراء السابق والمتخصص في الاقتصاد، لمنصب وزير الدفاع.

شويجو يرأس مجلس الأمن

وفي إطار التغييرات الجذرية التي أجراها بوتين على قيادة الجيش الروسي، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي يرغب في تعيين سيرجي شويجو، وزير الدفاع منذ عام 2012، أمينًا لمجلس الأمن القومي الروسي ليحل محل نيكولاي باتروشيف في هذا المنصب الحساس، إضافة إلى توليه أيضًا مسؤوليات الإشراف على مجمع الصناعات العسكرية الروسية.

خبرة اقتصادية واسعة

يتمتع "بيلوسوف" بخبرة واسعة في القطاع الاقتصادي، إذ شغل مناصب مختلفة في وزارة التنمية الاقتصادية، وجهاز الحكومة، وإدارة رئاسة الجمهورية.

وحسبما أفادت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية، فقد أثبت بيلوسوف نفسه كاقتصادي كفء على المستوى الحكومي، حيث نجح في الجمع بين آليات السوق والتخطيط بمهارة فائقة.

وتوضح الصحيفة الروسية أن "بيلوسوف" لعب دورًا مهمًا أيضًا في الإشراف على برنامج الطائرات المسيّرة الروسي، وهو ما قد يكون له تأثير كبير على استراتيجية روسيا العسكرية في أوكرانيا.

ومن المتوقع أن يستغل بيلوسوف خبرته الاقتصادية الطويلة في إدارة ميزانية الدفاع بكفاءة أكبر، وتحسين عمليات تطوير المجمع الصناعي العسكري الروسي، كما أشار إليه المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف.

دمج الإنفاق

ووفقًا للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، فإن هذا التغيير ينبع من رؤية بوتين لضرورة دمج الإنفاق العسكري بشكل أفضل مع الاقتصاد الروسي ككل.

وأشار "بيسكوف" إلى أن روسيا تقترب من وضع يشبه ما كان عليه الاتحاد السوفيتي في منتصف الثمانينيات، عندما كانت النفقات العسكرية والأمنية تمثل 7.4% من الناتج المحلي الإجمالي.

في هذا الصدد، قال بيسكوف: "سيكون المنتصر على ساحة المعركة هو الأكثر انفتاحًا على الابتكارات"، مشيرًا إلى أن تعيين بيلوسوف يرتبط بالحاجة إلى تحسين عمليات تطوير المجمع الصناعي العسكري الروسي.

ويُعتقد أن بيلوسوف، الذي لعب دورًا مهمًا في الإشراف على برنامج الطائرات المسيّرة الروسي، سيكون قادرًا على تحقيق هذا الهدف نظرًا لخبرته الواسعة في القطاع الاقتصادي.

تطوير المجمع العسكري

يرى الخبير السياسي الروسي دميتري فيتيسوف أن تعيين بيلوسوف على رأس وزارة الدفاع يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحاجة إلى تحسين عمليات تطوير المجمع الصناعي العسكري الروسي.

واسترجع "فيتيسوف" كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة أمام الجمعية الاتحادية، التي دعا فيها إلى تطوير المجمع الصناعي الدفاعي بطريقة تُعزّز من القدرات العلمية والتكنولوجية والصناعية للبلاد.

وفي تصريحات لصحيفة "إزفيستيا" الروسية، وصف "فيتيسوف" وزير الدفاع المحتمل "بيلوسوف" بأنه "اقتصادي موهوب وشخص ذكي وحكيم للغاية، سيكون عليه على ما يبدو حل قضية المكون الاقتصادي لوزارة الدفاع".

وأضاف المحلل السياسي: "إضافة إلى ذلك، فهو موالٍ للرئيس وأثبت فعاليته".

يشير تحليل "فيتيسوف" إلى أن بوتين يعوّل كثيرًا على خبرة بيلوسوف الاقتصادية الطويلة لتحقيق التكامل المنشود بين الاقتصاد الروسي والقطاع العسكري الصناعي، وسيكون على بيلوسوف مهمة ضخمة تتمثل في ضمان تخصيص الموارد الاقتصادية بشكل أمثل لصالح جهود روسيا الحربية، مع الحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني في الوقت ذاته.

الاعتماد على المصانع الدفاعية

يرى ألكسندر باونوف، الدبلوماسي الروسي السابق والزميل البارز حاليًا في مركز كارنيجي روسيا أوراسيا، أن تعيين بيلوسوف، أحد أبرز الاقتصاديين المقربين من بوتين، على رأس وزارة الدفاع قد يعني أن الرئيس الروسي يخطط للفوز في الحرب من خلال الاعتماد على مصانع الصناعات الدفاعية والأسواق الدولية.

وأضاف "باونوف" في تصريحات لوكالة رويترز: "لن تكون استراتيجية الفوز في هذه الحالة قائمة على التعبئة والاختراقات، بل على الضغط البطيء على أوكرانيا باستخدام القوة المتفوقة للمجمع الصناعي العسكري الروسي والاقتصاد ككل، الذي من المفترض أن يتم تشغيله بشكل أكثر فعالية لصالح الجبهة والخلفية".

يشير تحليل باونوف إلى أن بوتين قد يسعى إلى شن حرب اقتصادية طويلة الأمد على أوكرانيا، من خلال استغلال قوة الصناعات العسكرية الروسية والاقتصاد الوطني بأكمله. وستعتمد روسيا على قدرتها الصناعية المتفوقة لإنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية، إلى جانب استغلال مواردها الاقتصادية للضغط على كييف بشكل متواصل، بدلاً من التركيز على عمليات تعبئة واسعة النطاق أو محاولات الاختراق السريع.