أعلنت مستشفى ماساتشوستس التعليمي بكلية الطب بجامعة هارفارد، ثاني أكبر مستشفى في الولايات المتحدة وثالث أقدم مستشفى في البلاد، وفاة أول رجل أجرى عملية زرع كلية خنزير معدلة وراثيًا بعد شهرين من العملية.
جهود فاشلة
وقد باءت جهود شفاء المرضى من البشر بخلايا أو أنسجة أو أعضاء من الحيوانات بالفشل لفترة طويلة لأن جهاز المناعة البشري دمر على الفور الأنسجة الحيوانية الغريبة، وقد شملت المحاولات الأخيرة الخنازير التي تم تعديل أعضائها بحيث تشبه أعضاء البشر، وفق "الجارديان".
ويعد "ريتشارد سليمان" أول إنسان على قيد الحياة يحصل على كلية معدلة وراثيًا من خنزير، في عملية زرع الأعضاء في مستشفى ماساتشوستس العام، لكنه توفي بعد شهرين تقريبًا من الجراحة المهمة، وفقًا لعائلته وبيان من مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، حيث أجرى عملية الزرع.
بيان من المستشفى
وأعرب المستشفى عن حزنه العميق للوفاة المفاجئة لسليمان، في بيانه المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي امس السبت، وقال إنه "ليس لديه ما يشير إلى أن وفاة سليمان كانت نتيجة لعملية زرع الأعضاء التي أجراها أخيرًا".
كان سليمان، الذي دخل التاريخ في 16 مارس الماضي عن عمر يناهز 62 عامًا، كأول شخص على قيد الحياة يتلقى مثل عملية الزرع هذه، ويعاني من مرض الكلى لأكثر من عقد من الزمن.
عمليات سابقة
وقد نجا من عملية زرع كلية بشرية في عام 2018، لكنه أصيب بمرض شديد، وحصل الأطباء على موافقة إدارة الغذاء والدواء، التي سمحت بإجراء الجراحة بموجب قواعد "الاستخدام الرحيم" الخاصة بها، لتجربة عملية زرع أعضاء من نوع ما إلى نوع آخر.
واستغرقت العملية أربع ساعات، وقد أجرى الباحثون 69 تعديلًا على الشفرة الوراثية للخنزير لتقليل خطر مهاجمة الجهاز المناعي لسليمان لعضو الخنزير المزروع.
عائلة سليمان
وقالت عائلة سليمان في بيان لوسائل الإعلام إنهم "شعروا بحزن عميق إزاء الوفاة المفاجئة لريك، لكنهم يشعرون براحة كبيرة عندما علموا أنه ألهم الكثيرين"، وشكرت أطباءه، قائلة إن "الطاقم الطبي فعلوا كل ما في وسعهم للمساعدة في تقديم المساعدة".
وجاء في البيان: "إن جهودهم الهائلة في قيادة عملية زرع الأعضاء أعطت عائلتنا سبعة أسابيع أخرى مع ريك، وستظل ذكرياتنا التي صنعناها خلال تلك الفترة في أذهاننا وقلوبنا".
وجاء في البيان: "لقد عرف الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم قصة ريك، لقد شعرنا - وما زلنا نشعر - بالارتياح إزاء التفاؤل الذي قدمه للمرضى الذين كانوا ينتظرون بشدة عملية زرع الأعضاء".
وعندما غادر المستشفى في أبريل الماضي، قال سليمان إنها كانت "واحدة من أسعد اللحظات في حياته، وإنه يتطلع إلى قضاء بعض الوقت مع أحبائه بعيدًا عن عبء غسيل الكلى الذي أثّر على نوعية حياتي لسنوات عديدة".
وبعد الجراحة، قال المستشفى إن سليمان "يتعافى بشكل جيد"، ونسب الفضل إلى الأبحاث والدراسات والتعاون في جعل العملية ممكنة.
كان على وشك اليأس
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه قبل العملية في مارس الماضي كان "سليمان" على وشك اليأس، وبحسب الأطباء، قال لهم سليمان: "لا أستطيع الاستمرار على هذا النحو لا أريد الاستمرار على هذا النحو".
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن أكثر من 100 ألف شخص مدرجون على قائمة الانتظار الوطنية لإجراء عملية زرع الأعضاء، معظمهم من مرضى الكلى ويموت الآلاف كل عام قبل أن يتمكنوا من إجراء عملية زرع الكلى.
وقال المستشفى إن سليمان "سيُنظر إليه إلى الأبد على أنه منارة أمل لعدد لا يحصى من مرضى زرع الأعضاء في جميع أنحاء العالم".