تنتظر الصحفية الصينية تشانج زان، إطلاق سراحها خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد ما قضت 4 سنوات سجنًا في أعقاب نشر تقارير عن الأيام الأولى لوباء كوفيد-19 في ووهان، الأمر الذي اعتبرته السلطات وقتها بمثابة تهديد للأمن القومي.
سجن جديد
نشرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، إنه من المقرر إطلاق سراح تشانج زان، الصحفية الصينية، التي تعد من الأصوات المستقلة القليلة التي أظهرت مدى تفشي مرض كوفيد-19 في ووهان عام 2020، بعد حبسها لمدة 4 سنوات في السجن.
وقال محامي تشانج السابق إنه من المحتمل أن تكون هناك نتيجتان بعد إطلاق سراحها، تتمثل الأولى في أنه ستتم إعادتها إلى المنزل، والأخرى أنه سيتم إرسالها إلى مكان ما لقضاء فترة "سجن بشكل آخر" لمدة شهر إلى ثلاثة أشهر، وذلك بناءً على تجربته في التعامل مع من يسمون بالأشخاص الحساسين، والتي ترجح بأنه ستكون هناك فترة من الوقت لا يُسمح فيها بالاتصال بالعالم الخارجي.
وذكر القاضي أن جريمتها تتمثل في أنها كانت ذاهبة إلى ووهان لإجراء مقابلات وتحقيقات، لكنها جمعت تلك المواد ووضعتها على منصات التواصل الاجتماعي، فضلًا عن إجرائها مقابلات مع ما يسمى بوسائل الإعلام المعادية، في إشارة إلى منشورات مثل إذاعة آسيا الحرة التي تموّلها الحكومة الأمريكية.
إضراب عن الطعام
وخلال فترة وجودها في السجن، دخلت تشانج، التي بلغت الأربعين من عمرها في سبتمبر الماضي، في إضرابات دورية عن الطعام احتجاجًا على إدانتها ومعاملتها.
وقال أحد محاميها السابقين، الذي تم طرده منذ ذلك الحين، إنه عندما رآها في شتاء 2020 كانت نحيفة جدًا، وكان لديها أنبوب في أنفها للتغذية القسرية، وكانت يداها مقيدة، حتى لا تتمكن من سحب الأنبوب.
وأضاف: "طُلب مني إقناعها بتناول شيء ما، لكنها رفضت".
على الرغم من أنه يعتقد أنها كانت بصحة أفضل في الأشهر الأخيرة، إلا أن وزنها انخفض من 74.8 كجم إلى 40 كجم في وقت ما.
ماذا حدث؟
سافرت تشانج زان، إلى ووهان في فبراير 2020 لتوثيق استجابة الحكومة الصينية لما أصبح بداية جائحة عالمي، وشاركت تقاريرها كل من إكس ويوتيوب ووي شات.
وفي أحد مقاطع الفيديو المسجلة في فبراير 2020، قالت تشانج: "لا أجد ما أقوله سوى أن المدينة مشلولة لأن كل شيء تحت الغطاء.. هذا ما يواجه هذا البلد الآن إنهم يسجنوننا باسم الوقاية من الوباء ويقيدون حريتنا.. هذا أمر خطير. وبدون الحقيقة، كل شيء لا معنى له. إذا لم نتمكن من الوصول إليها، وكسر احتكارها فإن العالم لا يعني شيئًا بالنسبة لنا".
وجرى القبض على تشانج في مايو 2020، وحُكم عليها فيما بعد بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة إثارة المشكلات، وهي تهمة غالبًا ما تستخدم ضد النشطاء. وهي محتجزة في سجن النساء في شنغهاي منذ ذلك الحين.