الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأولى منذ 2003.. عاصفة شمسية شديدة تضرب الأرض

  • مشاركة :
post-title
الأضواء القطبية ناتجة عن العواصف الشمسية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

ضربت عاصفة شمسية "شديدة" كوكب الأرض، مساء الجمعة، وهي الأولى من نوعها منذ عام 2003، وأنارت بأضوائها القطبية الخلابة سماء العديد من دول العالم، لكنها أثارت كذلك مخاوف من تأثيرها المحتمل على الشبكات الإلكترونية وأنظمة الاتصالات.

وأعلنت الوكالة الأمريكية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي، أن العاصفة الجيومغناطيسية هي من المستوى الخامس على مقياس من 5 درجات، والذي يوصف بأنه "شديد".

وقالت الوكالة: "نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) وشبكات الطاقة والمركبات الفضائية والملاحة عبر الأقمار الصناعية وسواها من التقنيات قد تتأثر"، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس".

وأشارت الوكالة إلى أن العاصفة ناجمة عن وصول سلسلة انبعاثات كتلية إكليلية من الشمس إلى الأرض. وقالت إن العاصفة قد تبدأ آثارها بالوصول إلى الأرض، وتحديدًا نحو مناطق أمريكا وكندا، ما يمكن أن يتسبب في انقطاع الاتصالات وخدمات "جى بى إس".

وأوضحت أن هذا التنبيه هو الأول من نوعه منذ 19 عامًا، ما يبرز خطورة العاصفة الشمسية المتوقعة، إذ تصدر الشمس توهجات قوية من الإشعاع عالي الطاقة، ما يزيد من احتمالية انقطاع الاتصالات اللاسلكية والتأثير على أنظمة الاتصالات بشكل عام.

ويتوقع الخبراء "أن يكون لهذه العاصفة الشمسية تأثيرات قوية، وقد تستمر العواصف المغناطيسية الأرضية والتأثيرات على الشبكات الكهربائية والاتصالات لفترة من الزمن بعد وصول ذروتها".

وأوضح جون دال من مركز التنبؤ بالمناخ الفضائي التابع للوكالة الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي، أمس الجمعة، أن ذلك عبارة عن "انفجارات في الجسيمات النشطة والمجالات المغناطيسية من الشمس".

وآخر حدث من هذا النوع بلغ المستوى الخامس كان في أكتوبر 2003، وأطلق عليه اسم "عواصف الهالوين" الشمسية حسب الوكالة. 

وسُجّلت في ذاك العام انقطاعات للتيار الكهربائي في السويد، بينما تضررت محوّلات كهربائية في جنوب إفريقيا، بحسب ما أكدته الوكالة الأمريكية.

وتقترب الشمس حاليًا من ذروة نشاطها وفقًا لدورة تتكرر كل 11 عامًا. وهذه الانبعاثات الكتلية الإكليلية التي تتجه سبعة منها على الأقل نحو الأرض، مصدرها بقعة شمسية قطرها يفوق حجم قطر الأرض بـ17 مرة.

وعلى عكس التوهجات الشمسية التي تنتقل بسرعة الضوء وتصل الأرض في غضون نحو ثماني دقائق، تنتقل الانبعاثات الكتلية الإكليلية بشكل أبطأ، ويناهز معدّل سرعتها 800 كلم في الثانية.

وإضافة إلى تأثيرها المحتمل على الأنظمة الالكترونية، تتسبّب هذه العواصف الشمسية الكبرى بأضواء قطبية لافتة، وأظهرت صور تمّ تداولها على منصات التواصل، أضواء قطبية في مناطق عدة من الولايات المتحدة وحتى في لندن.

وتعود أقوى عاصفة شمسية مسجلة في التاريخ الى عام 1859 وفق ناسا، وعرفت بـ"حدث كارينجتون"، وتسببت حينها باضطرابات في خطوط التليغراف.