للغة العربية وقع محبب لدى من يسمعها وينطق بها، فهى واحدة من أقدم لغات العالم وضمن ست لغات رسمية فقط تعترف بها الأمم المتحدة، إذ يتحدثها 400 مليون شخص حول العالم، ويحتفل بيومها العالمى في 18 ديسمبر سنويًا.
تواجه اللغة العربية تحديات ومخاطر كبيرة في ظل انتشار وسطوة لغات أخرى كثيرة، واتجاه كثير من الأسر العربية إلى جعلها لغة ثانية في ظل رغبتهم في اكتساب أبنائهم لغات أخرى، يظنون أنها تجعلهم مؤهلين لسوق العمل.
ومن جهته، قال وليد هندى استشارى علم النفس، إن أخطر التحديات التي تواجه عملية التنشئة الاجتماعية في مرحلة الطفولة هي ثنائية اللغة، وهو ما دفع بعض الدول إلى سن تشريعات تجرم إدخال لغة أخرى بجانب اللغة الأم في مراحل التعليم الأساسي.
وأضاف "هندي"، في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية" من العاصمة القاهرة، أن من أهم أسس التنشئة الاجتماعية هو تشكيل الهوية التي عصبها اللغة، موضحا أن اللغة العربية في البيئة الشرقية هي التي تحدد ملامح الشخصية للدرجة التي تجعلنا ننتقى أسماء الأبناء وفق الموروثات والجذور العربية وليس التغريب.
وذكر أن الطفل عندما يكتسب لغات أخرى يتعرض لفقدان الهوية وملامحه الذاتية، ويصبح شخصية مضطربة يعانى حالة فصامية ويتعرض لصراع إقبال الإحجام، وهو ما يظهر في التحصيل الدراسي والاختبارات، حيث يصبح شخصية مترددة وغير قادرة على اتخاذ القرار، وهو ما يؤثر على مشاركاته الاجتماعية واستجابته تجاه الآخرين.
من جهته، يرى محمود عبدالغفار أستاذ النقد الأدبي، أن اللغة العربية تواجه أزمات حقيقية، مبعثها حالة الاستخدام المفرط للغات الأجنبية بحكم العولمة التي تفرض على كل جنسيات العالم استخدام لغة موحدة تكتب وتتحدث بها أينما ذهبت.
وأضاف "عبدالغفار"، في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية" من العاصمة القاهرة، أن المساحة المتاحة للأجيال الجديدة كي تسمع لغة عربية صافية أصبحت محدودة، متسائلًا: كم دقيقة أو ساعة في الأسبوع نتكلم ونسمع العربية المعيارية، سنجدها نسبة متواضعة للغاية.
وأشار إلى أنه في المدارس والجامعات يدور الحديث في قاعات الدرس باللغة العامية.
فيما يرى صلاح جاد أستاذ علم الاجتماع، أن اللغة هي التي تحفظ الهوية الثقافية لأى مجتمع، مستشهدًا بقضايا التجنيس، والتي يشترطون على طالبها إجادة لغة البلد التي يريد الانتماء لها.
وأوضح "جاد"، في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية" من عجمان، أن اللغة سلوك اجتماعى بالأساس، وهي شكل من أشكال التفاعل بين الشباب، حيث يتم في سياق اجتماعي وثقافي يترتب عليه ظهور لغة غريبة وعجيبة على المجتمعات العربية.
وأكد أستاذ علم الاجتماع أن اللغة الجديدة هي إما تمحور للغة القديمة أو تشويه لها، لتصبح الإشكالية القائمة حاليًا.