خيّم الحزن على كوريا الشمالية، بعد وفاة "كيم كي نام"، أحد المسؤولين الأطول خدمة، وعمل على الحفاظ على السلالة الحاكمة، وخدم أجيالها الثلاثة، وعمل على تعزيز شرعيتهم السياسة، وكان رئيسًا لجهاز الدعاية للدولة.
وكانت السلالة الحاكمة في كوريا الشمالية بدأت بالسياسي الكوري كيم إل سونج، الذي حكم البلاد منذ تأسيسها عام 1948 حتى وفاته في 1994، بعد أن أعلن نفسه رئيسًا أبديًا للبلاد، ثم تولى نجله كيم جونج إل حكم البلاد، الذي شغل عدة مناصب في حياة والده كان أهمها القائد الأعلى لجيش كوريا الشعبي، حتى توفى عام 2011 ليتولى الرئيس الحالي كيم جونج أون حكم البلاد.
سياسي مخلص
خلال فترة القادة الثلاثة، كان كيم كي نام، الذي توفى عن عمر ناهز الـ95 عامًا، جزءًا من مجموعة أساسية من المسؤولين المخلصين، الذين عملوا على الحفاظ على الأجيال الثلاثة من عائلة كيم، من خلال ترسيخ شرعيتهم التي تحمل سلالة الزعيم الذي أسس الدولة في عام 1945، بحسب "سي إن إن".
وتقديرًا لدوره قام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بزيارة نعش كيم لتكريمه، ونقلت الشبكة الأمريكية، أن كيم ودعه بحزن شديد كونه كان أحد الثوريين المخلصين للبلاد حتى النهاية.
التحريض والدعاية
بدأ كيم كي حياته المهنية في عهد كيم إيل سونج، الذي تولى السلطة في بيوند يانج، منذ نهاية الاحتلال الياباني عام 1948 حتى وفاته في 1994، وكان يعتبر صديقًا مُقربًا لابنه وخلفه كيم جونج إيل، ووفقًا للشبكة الأمريكية، فقد ألف كيم كي نام الشعارات الرئيسية للنظام وخطابات قادته.
عمل كيم في بداية حياته داخل آلة الدعاية في كوريا الشمالية، وأصبح نائبًا لرئيسها في عام 1966 ثم رئيسًا لها في عام 1985، وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد كان مسؤولًا عن قسم التحريض والدعاية بالدولة منذ عام 1989.
كما شغل منصب رئيس تحرير صحيفة رودونج سينمون الحكومية في السبعينيات، ووفقًا لوكالة فرانس برس تم تعيينه أيضًا سفيرًا لدى بكين في الخمسينيات، وشغل السياسي المخضرم منصب نائب رئيس حزب العمال الحاكم في البلاد، إذ كان له تأثير هائل على السياسة والموظفين وكان مهندسًا رئيسيًا للمؤسسة السياسية.
عصر المصالحة
نقلت الشبكة الأمريكية عن وكالة كوريا الشمالية، أن كيم كرس نفسه لدعم بناء دولة اشتراكية قوية، من خلال الحفاظ على الهجوم القوي والتنمية الجديدة في العصر الجديد بجميع مجالات العمل الأيديولوجي للحزب الحاكم.
ويعد كيم واحدًا من عدد قليل جدًا من المسؤولين الكوريين الشماليين الذين زاروا كوريا الجنوبية، إذ قاد وفدًا جنائزيًا في عام 2009 بعد وفاة الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونج، الذي افتتح عصر المصالحة مع بيونج يانج من خلال "سياسة الشمس المشرقة".