استخدمت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" حاسوبًا فائق القوة لإنشاء محاكاة لما زعمت أنه "تصور واقعي" لما سيبدو عليه الأمر عندما يتم امتصاص جسم ما في ثقب أسود.
وعمل العلماء في مركز "جودارد" لرحلات الفضاء التابع لناسا في ولاية ميريلاند، لإنشاء محاكاة لمعرفة كيف سيظهر الكون مرة واحدة خارج أفق ثقب أسود فائق الكتلة.
واستغرق المشروع خمسة أيام من العمل على الكمبيوتر العملاق Discover التابع لوكالة الفضاء الأمريكية، مما أدى إلى إنتاج حوالي 10 تيرابايت من البيانات. وفق ما ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
ويُظهر مقطع فيديو شاركته وكالة ناسا، النطاق الواسع للثقوب السوداء من خلال مقارنة الثقب الأسود TON 618 بحجم النظام الشمسي.
تشوه "الزمكان"
تنقل الصحيفة عن جيريمي شنيتمان، عالم الفيزياء الفلكية في مركز جودارد لرحلات الفضاء، والذي ابتكر المحاكاة، قوله: "كثيرًا ما يسأل الناس عن هذا، ومحاكاة هذه العمليات التي يصعب تخيلها تساعدني على ربط الرياضيات النسبية بالأحداث الفعلية في الكون الحقيقي".
أضاف: "لذلك، قمت بمحاكاة سيناريوهين مختلفين، أحدهما حيث الكاميرا -التي تحل محل رائد فضاء- تخطئ أفق الحدث وتعود؛ والآخر حيث تعبر الحدود، وتحدد مصيرها".
ويعادل الثقب الأسود الهائل المستخدم في المحاكاة الثقب الأسود الموجود في مركز مجرتنا "درب التبانة"، والذي تبلغ كتلته حوالي 4.3 مليون مرة كتلة الشمس.
ويبلغ أفق الثقب الأسود نحو 25 مليون كيلومتر، بينما تقترب سرعة الكاميرا الداخلة إليه من سرعة الضوء.
ووفق الأبحاث، تصبح حلقات الفوتون البرتقالية والصفراء حول الثقب الأسود مشوهة عندما تدخل الكاميرا إلى منطقة يكون فيها "الزمكان" مشوهًا.
و"الزمكان" هو مصطلح يدمج مفهومي الزمان والمكان. حيث يشير إلى الفضاء بأبعاده الأربعة، الأبعاد المكانية الثلاثة التي نعرفها "الطول والعرض والارتفاع"، مضاف إليها الزمن كبعد رابع.
وحسب السيناريو المحاكي، داخل مركز الثقب الأسود، يتحول التصور إلى اللون الأسود عندما تصل الكاميرا إلى نقطة أحادية البعد تسمى "التفرد".
وقال الدكتور شنيتمان: "بمجرد أن تعبر الكاميرا الأفق، فإن تدميرها يكون على بعد 12.8 ثانية فقط".