أدلت الممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانيلز، أمس الثلاثاء، بشهادتها ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في المحاكمة الجنائية التي يخضع لها بنيويورك، في القضية المعروفة بـ"شراء الصمت".
ودخلت الممثلة البالغة من العمر 45 عامًا واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، قاعة المحكمة المزدحمة في مانهاتن، وجلست على مقعد الشهود على يسار هيئة المحلّفين في مواجهة ترامب، الذي تجنب النظر نحوها، وهي تشرح سبب قبولها مبلغ 130 ألف دولار مقابل صمتها بعد 10 سنوات.
وروَت "دانيلز" التي بدت متوترة بعض الشيء، ما حدث في عام 2006، عندما التقت ترامب على هامش منافسة للجولف، وقالت: "كان لقاءً قصيرًا جدًا"، وبعد ذلك "قال لي أحد عناصر الأمن إنّ ترامب يودّ أن يعرف ما إذا كنت أرغب في تناول العشاء معه".
وأكدت "دانيلز" أنها أقامت علاقة جنسية مع الملياردير في جناح بفندقه، الأمر الذي ينفيه الجمهوري بشكل قاطع.
وأدلت بشهادتها في مواجهة الرئيس الجمهوري السابق، الذي دخل قاعة المحكمة متجهّم الوجه، بينما حافظ على صمته في أثناء حديث نجمة الأفلام الإباحية السابقة.
وخلال شهادتها، عرض المدّعون صورة مشهورة لها مع ترامب وهما يقفان جنبًا إلى جنب. وتطرّقت دانيلز بالتفصيل إلى المحادثة التي دارت بينهما في جناح الفندق، مشيرة إلى "غرفة في الفندق كانت مساحتها ثلاثة أضعاف حجم شقّتها"، حيث وجدت ترامب "يرتدي بيجامة من الحرير أو الساتان"، قالت إنّها سخرت منها.
وأضافت أنّ ترامب أبدى اهتمامه بها في أثناء المحادثة، كما أخبرها بـ"أنه لا ينام في الغرفة ذاتها" مع زوجته ميلانيا.
وبعد ذلك، عرض عليها ترامب أن تظهر في برنامجه التلفزيوني "ذي أبرنتس"، وهو ما لم يحصل.
وبعد 10 أعوام من ذلك، تلقّت دانيلز مبلغ 130 ألف دولار في ختام الحملة الانتخابية للرئاسة عام 2016، مقابل التزام الصمت بشأن العلاقة الجنسية التي قالت إنّها أقامتها مع ترامب.
ويقع هذا المبلغ في صلب القضية التي يحاكم بشأنها المرشّح الجمهوري للانتخابات الرئاسية 2024.
ويمثل ترامب أمام هيئة محلّفين منذ 15 أبريل بتهمة تزوير 34 مستندًا محاسبيًا، إذ يواجه خطر صدور إدانة جنائية في حقّه، كما يواجه نظريًا عقوبة السجن، ما من شأنه أن يهدّد حملته.
وحُوّل المبلغ المالي الذي دُفع في بادئ الأمر من الأموال الخاصة لمحاميه السابق مايكل كوهين، بواسطة شركة وهمية، وبحسب الادّعاء، سدّدت مجموعة ترامب القابضة "Trump Organization" الأموال للمحامي في عام 2017 على أنها "أتعاب قضائية"، الأمر الذي شكّل محور الملاحقات بتهمة تزوير مستندات محاسبية.
وحتى في حال إدانته، لا يزال بإمكانه خوض الانتخابات الرئاسية التي ستجري 5 نوفمبر المقبل، ولم يتمّ الطعن بالمبلغ نفسه، لكنّ فريق الدفاع عن ترامب ينفي ارتكابه أي مخالفات جنائية.
وقدّمت سوزان نيتشليس، محامية ترامب، اعتراضًا لدى القاضي، على السماح لدانيلز بالإدلاء بشهادتها بشأن أيّ "أفعال جنسية"، وقالت نيتشليس للقاضي خوان ميرشان، "إنه أمر ضار بلا مبرّر".
وردّت المدّعية العامّة سوزان هوفينجر بالقول، إنّه يمكن استبعاد التفاصيل، لكن "من المهم إثبات حدوث فعل جنسي وما شعرت به".
ومنذ أن كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن دفع المبلغ في يناير 2018، أي خلال منتصف الولاية الرئاسية لترامب، دأب الأخير على نفي وجود علاقة مع نجمة الأفلام الإباحية الأمريكية السابقة، كما هاجم مصداقيتها ووصفها بـ"وجه الحصان".