الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

السينما حياة.. مساع عربية لتوسيع نشر الثقافة السينمائية

  • مشاركة :
post-title
السينما

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

إيمانًا بدور الفنون والثقافة وتأثيرها في تشكيل الوعي العام، تسعى الدول العربية لتعزيز القوى الناعمة على جميع المستويات، وتحديدًا السينمائية، لذلك حرص البعض على دعم تلك الصناعة وتعظيم دورها التنويري من خلال إتاحة الفرصة لتنفيذ العدالة الثقافية، حيث شرعت عدد من الدول العربية لإقامة مشاريع هدفها توسيع نطاق المشاهدة على الشاشة الكبيرة في محافظاتها، واختلفت الطريقة من دولة لأخرى ولكن الهدف واحد.

سينما الشعب

في إبريل 2022 أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن مشروع "سينما الشعب"، الذي يهدف لتقديم الأعمال السينمائية بأسعار رمزية في متناول كل فئات المجتمع، واستغلال قصور وبيوت الثقافة المنتشرة في مختلف محافظات مصر لتتحول لدار عرض، وانطلق المشروع بـ5 محافظات، ومع الوقت عمّم الأمر في مختلف أنحاء الجمهورية، وعُرضت أفلام روائية قصير وتسجيلية من إنتاج وزارة الثقافة، بجانب الأعمال التجارية، وبلغت أسعار التذاكر الخاصة بالعروض 40 جنيهًا فقط.

وأكدت وزيرة الثقافة المصرية السابقة إيناس عبد الدايم في بيان رسمي وقتها أن هذا المشروع مهم في فى نشر التنوير والثقافة السينمائية ومجابهة الفكر المتطرف من خلال مواد إبداعية جادة وهادفة، كما وصفت المشروع بأنه إضافة حقيقية وفاعلة للأنشطة والفعاليات الإبداعية التي تقدم في المواقع الثقافية.

سينما الجامعة

ولم تكن الجزائر من الدول التي تتيح درس الإخراج السينمائي في جامعاتها، لكن في فبراير 2023، أطلقوا مشروع يحمل اسم "سينما الجامعة" يهدف لبث أفلام سينمائية على مستوى الجامعات في خطوة تهدف إلى تحريك الركود الثقافي والانفتاح، وانطلق المشروع بعرض مجموعة من الأفلام الجزائرية في جامعات مختلفة بالمحافظات الجزائرية.

الأمر لم يتوقف على "سينما الجامعة"، بل ضم المشروع "القافلة السينمائية"، التي هدفها أن تجوب المحافظات الجزائرية لنشر الثقافة السينمائية، وتضمنت عرضًا كل ثلاثاء لفيلمين جزائريين أحدهما طويل والآخر قصير، كما حرص القائمون على المشروع فتح باب النقاش مع صنّاع تلك الأعمال لتعزيز الثقافة الفنية.

50 قاعة عرض

أما المغرب فاتجهت لتعميم الثقافة السينمائية في محافظتها المختلفة بشكل آخر، حيث أطلقت في مارس 2024 إشارة البدء في تشغيل 50 قاعة عرض سينمائي جديدة في المراكز الثقافية المختلفة لتعزيز صناعة الأفلام محليًا، ونشر الثقافة الفنية.

وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي في بيان رسمي أن تلك الخطوة مرحلة أولى من مشروع يهدف إلى إضافة 150 قاعة سينمائية جديدة لجهات المغرب، وقال: "هذه الخطوة مهمة اقتصاديًا وثقافيًا وفنية سينمائية من شأنها أن تعطي الفرصة للشباب في مختلف المناطق المغربية".

سينما تدور

ونظرًا لمواجهة محدودية دور العرض السينمائي، أطلقت تونس مبادرة تجوب فيها شاحنة متنقلة مدن وقرى البلاد لإسعاد عشاق الفن السابع تحت عنوان "سينما تدور".

الشاحنة تضم داخلها 100 مقعد ومزودة بشاشة ومجهزة بالمؤثرات الصوتية والبصرية اللازمة لتقديم مجموعة من الأفلام تستهدف مختلف الفئات العمرية وتلبي ذوق شرائح عريضة من الجمهور، وتستهدف في عامها الأول تقديم عروضها بالمناطق الداخلية لجنوب تونس في ولايات تطاوين وقلبي ومدنين وقابس وتوزر وقفصة، والذهاب في العام الثاني إلى ولايات صفاقس وسيدي بوزيد والقصرين والقيروان والمهدية والمنستير وسوسة، على أن تصل في العام الثالث إلى ولايات الكاف وسليانة وجندوبة وباجة وزغوان ونابل.

اختار المشرفون على المبادرة شعار "تجيك السينما وين إنت" في إشارة لهدف هذا المشروع الذي يخلق مساحة فنية لمحبي مشاهدة الأفلام في مختلف الجهات التونسية بسعر رمزي خمسة دنانير.

كما وقع اختيار القائمين على المبادرة الممثل والمخرج التونسي ظافر العابدين ليكون "عرابًا" لها وواجهة للترويج لأنشطتها، ولا تقتصر تلك المبادرة على عرض الأفلام، بل يصاحبها فعاليات فنية متنوعة مثل الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية إضافة إلى حملات تواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية.

أداة اتصال جماهيرية

"السينما اكبر أداة شعبية في شؤون الاتصال".. هكذا بدأ الناقد الفني طارق الشناوي تعليقه على مبادرات الدول العربية لنشر الثقافة السينمائية في محافظاتها المختلفة، واستكمل قائلًا في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": "السينما ظهرت في العالم كله منذ نهاية القرن التاسع عشر وهي أداء الإتصال الجماهيرية الأولى وعالمنا العربي ليس بعيدًا عن ذلك".

وأكد "الشناوي" أن مصر عرفت السينما منذ المهد، وتمنى أن يحرص القائمون على إدارة السينما في الدول العربية المختلفة أن يهتموا أكثر ببناء السينمات في المحافظات، انطلاقًا من الدور التنويري ونشر الثقافة السينمائية، بجانب المبادرات التي يقدموها، وقال: "أتمنى أن يكون هناك اهتمام وتوجه من القطاع الخاص لإقامة السينمات".

وسوم :