للمرة الأولى منذ تركه منصبه، ظهر المدعي الخاص السابق في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا الأمريكية، ناثان ويد، والذي كان يتولى قضية التدخل في الانتخابات ضد الرئيس السابق، دونالد ترامب، وتنحى بعد انكشاف علاقته مع المدعية العامة للمقاطعة، فاني ويليس، والتي وصفها الإعلام بـ "قاضية ترامب الشرسة".
واعترف "ويد"، الذي ترك القضية الشهر الماضي بعد حكم القاضي، خلال لقاء تلفزيوني مع قناة ABC News، بأنه يشعر ببعض الندم بشأن العلاقة، لكنه دافع عن نزاهة القضية المرفوعة ضد ترامب.
وبينما وصف العلاقات العاطفية في أماكن العمل الأمريكية بأنها "مثل فطيرة التفاح"، وأن "هذا يحدث للجميع"، أعرب عن أسفه أن هذه المسألة الخاصة أصبحت نقطة محورية في هذه المحاكمة التي يتابعها الرأي العام العالمي.
وتابع: "أكره أن حياتي الشخصية بدأت تطغى على الأمور الحقيقية في هذه القضية".
وخلال المقابلة، التي يتم بث أكثرها اليوم الاثنين، في برنامج "صباح الخير يا أمريكا"، سُئل المدعي الخاص السابق عمّا إذا كان يفكر في "إيقاف العلاقة مؤقتًا" إلى ما بعد انتهاء قضية ترامب، نظرًا لأن "الديمقراطية على المحك"، أقر ويد بأنه حاول فعل ذلك، لكن "المشاعر قوية للغاية".
تنحية ويد
جاءت استقالة ويد من القضية بعد ساعات من رفض القاضي سكوت مكافي، تنحية ويليس بشكل كامل؛ بينما سعى ترامب ومتهمون آخرون إلى استئناف حكم القاضي، وإبعاد ويليس أيضًا. لكن لم تحدد محكمة الاستئناف في جورجيا بعد ما إذا كانت ستنظر في الاستئناف أم لا.
وشهد ويليس وويد أن علاقتهما بدأت مطلع عام 2022 وانتهت في صيف 2023، بعد أن تم تعيينه في القضية في نوفمبر 2021.
وشهد روبن ييرتي، وهو موظف سابق في مكتب المدعي العام وصديق ويليس، أن علاقة ويد وويليس بدأت "بعد فترة وجيزة" من أكتوبر 2019؛ لكن في شهادتها، قالت ويليس إنها تعرف ييرتي منذ عام 1990 أو 1991، لكنهما لم يتحدثا باستمرار منذ ذلك الحين.
وذكر مكتب ويليس في بيان، في فبراير الماضي، أنها كانت زميلة محترفة وصديقة لـ"ويد" منذ عام 2019، وأن علاقتهما بدأت بعد تعيينه مستشارًا خاصًا في نوفمبر 2021.
وشارك ترامب في هجوم عبر البريد الإلكتروني على ويليس، في رسالة قال فيها: "فاني ويليس قامت بالتنسيق مع البيت الأبيض في عهد بايدن للإطاحة بي، ثم استأجرت عشيقها لملاحقتي ودفعت له أموال دافعي الضرائب، لكن الآن، يتم بث فسادها على الهواء مباشرة إلى العالم أجمع، لقد أخبرتك أنها فاسدة كالجحيم".
وزعم مايك رومان، الناشط السياسي الجمهوري والمتهم المشارك في القضية، أن ويليس استفادت ماليًا من توظيف ويد، بعد أن استخدمت بعض الأموال التي حصل عليها لاصطحابها في رحلات.
وزُعم أن ويليس أطالت أمد القضية ضد ترامب والمتهمين الآخرين؛ حتى يتمكن ويد من الحصول على المزيد من الأجر واصطحابها في رحلات فخمة.
لكن، خلص القاضي مكافي إلى أن لا أدلة كافية على "تضارب مصالح"؛ بسبب علاقة المدعية الحميمة مع المحقق الذي استعانت به في هذه القضية.
ولكن، بالاستناد إلى ما اعتبره "سلوكًا غير ملائم ظاهريًا"، ومع تنديده بـ "سوء التقدير الهائل" الصادر عن المدعية العامة، طلب القاضي انسحابها من الملف مع جميع أعضاء فريقها، أو أن ينسحب المحقق ويد.