دخلت صناعة الزهور في المملكة المتحدة في حالة من الفوضى، وذلك بسبب التدقيق في عمليات التفتيش الحدودية الجديدة، بعد دخول الإجراءات الجديدة على الواردات عبر الحدود، بموجب اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، حيز التنفيذ، وقالت الشركات إن فحوصات الأغذية والنباتات شهدت تأخيرات تسببت في خسائر مكلفة إثر انتظار الشاحنات لساعات في الأسبوع الأول.
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، عانى التجار من مواجهة عمليات تفتيش أكثر بكثير مما كانوا يعتقدون أنه سيحدث، وفي بعض الحالات تم احتجاز الشاحنات لساعات دون تفتيش. وكانت فترات الانتظار الطويلة مشكلة كبيرة للعديد من تجار الزهور، التي تعتمد على الواردات في الوقت المناسب من هولندا.
كانت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية أبلغت الصناعة بأنها تهدف إلى فحص ما بين 3% و5% من الشحنات التي تحتوي على منتجات متوسطة المخاطر مثل الزهور المقطوفة. وبينما قالت شركة ديفرا، أمس السبت، إنها حققت هذا الهدف، ذكر بعض تجار الزهور بالجملة أن كل شاحنة من شاحناتهم تم سحبها جانبًا للفحص، وأن العملاء فاتتهم عمليات التسليم لأن زهورهم كانت عالقة في المنشأة الجديدة التي تبلغ قيمتها 147 مليون جنيه إسترليني في سيفينجتون بمقاطعة كينت.
وقال سماسرة الجمارك، الذين تحدثوا دون الكشف عن هويتهم، إنهم يواجهون عمليات تفتيش على أكثر من 3٪ من شحناتهم، وقال فريدي هيثكوت، صاحب شركة Green and Bloom، وهو تاجر جملة للزهور والنباتات، إن كل شاحنة من شاحناته اليومية تم وضع علامة عليها للتفتيش.
وأضاف أنه في وقت سابق من الأسبوع الماضي وصل سائقه إلى مركز مراقبة الحدود في سيفينجتون وقيل له أن ينتظر حيث كان. لقد جلس هناك لمدة سبع ساعات ونصف الساعة ولم يتم فتح شاحنته. وكنا تلقينا ما يقرب من 50 طلبًا بالجملة، لكن لم يصل أي شيء منهم.
تأخر التوصيل
وتأتي نحو 80% من الزهور المباعة في المملكة المتحدة من هولندا. ويتم بيعها في المزاد الصباحي، ثم يتم نقلها على متن العبّارات بين الظهر والساعة الرابعة مساءً. وقبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان يتم تسليمها ببساطة إلى تجار الجملة في المملكة المتحدة ليتم شحنها إلى العملاء بعد أقل من 24 ساعة من مغادرة هولندا.
ويحتاج المصدّرون الآن إلى ملء أوراق التصدير الهولندية وأوراق الاستيراد البريطانية قبل أن يتمكنوا من الشروع، وأي تأخير يعني أنهم يخاطرون بفقدان العبّارات. ومنذ أن بدأت عمليات التفتيش الجديدة في 30 أبريل، كان من المفترض أن يتم فحص عدد قليل منها من قِبل المسؤولين في سيفينجتون، والتأخير هناك يعني أنهم لا يستطيعون الوصول إلى مركز الزهور الرئيسي في المملكة المتحدة، سوق نيو كوفنت جاردن، في الوقت المناسب للتسليم.
وقال يوهان هيمسكيرك، المؤسس المشارك لشركة Klahee Flowers، إن زبائنه اعتمدوا على الطلبات في الوقت المناسب لحفلات الزفاف والجنازات، مضيفًا أن: "عمليات التفتيش الجديدة تتسبب في تأخيرات كبيرة، وهو ما يمثل مشكلة بالنسبة لنا ولعملائنا".
وذكر جون ديفيدسون، المالك المشارك لشركة Tom Brown Wholesale وعضو مجلس إدارة جمعية بائعي الزهور البريطانية، إن 15 شاحنة وصلت إلى المملكة المتحدة الثلاثاء الماضي، وهو اليوم الأول من الفحص. وقال: "في الأصل تم وضع علامة على شاحنة واحدة فقط للفحص في سيفينجتون". "ومع ذلك، فقد تلقوا جميعًا في منتصف الرحلة رسالة نصية وبريدًا إلكترونيًا لتوجيههم إلى سيفينجتون.