الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تبخّر أجساد الضحايا.. "القنابل الفراغية" سلاح الاحتلال الفتاك في غزة

  • مشاركة :
post-title
الاحتلال يقصف غزة بالقنابل الفراغية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء مختصين حول الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في حربها على غزة، بما في ذلك "القنابل الفراغية" التي تولّد حرارة شديدة تؤدي إلى تبخّر أجساد الضحايا.

ما هي القنابل الفراغية؟

وتعد القنابل الفراغية الحرارية، السلاح الأكثر خطورة بعد النووية، ويحظر استخدامها بحسب الاتفاقيات الدولية، شأنها في ذلك شأن القنابل الفسفورية وقنابل النابالم والقنابل الانشطارية والقنابل العنقودية.

وتعرف "القنبلة الفراغية" بأنها إحدى القنابل غير النووية التي تتمتع بقوة تدميرية عالية. وتمتص القنابل الفراغية الأكسجين من الهواء المحيط لتوليد انفجار شديد الحرارة، وعادة ما تنتج عنها موجة انفجار بمدة أطول بكثير مقارنة بالمتفجرات التقليدية.

تحتوي القنبلة الفراغية على ذخيرة من وقود صلب يحترق بسرعة عالية ويتحول إلى غاز أو سائل رذاذي ملتهب يمتص الأوكسجين، فيهجم الضغط الجوي من جميع الجهات ليعوض الأوكسجين المنعدم.

وتُحدث القنبلة الفراغية عند انفجارها غيمة تفجيرية تنتج عنها كرة نارية هائلة وتفريغ كبير في الضغط. وتبلغ درجة الحرارة الناتجة عن عملية التفجير نحو ثلاثة آلاف درجة مئوية، فتكون بذلك ضعف الحرارة الناتجة عن القنابل التقليدية.

ولا يقتصر التدمير في المنطقة المستهدفة على واجهات المباني أو السطوح بل إن الأجزاء الخلفية من كل ما هو موجود يصيبها الدمار أيضًا. 

حتى الأهداف التي توجد تحت الأرض كالمخابئ والمخازن والأنفاق فإنها تصاب بالدمار. وهذه الأهداف المحصنة لا تصلها الأسلحة التقليدية غالبًا، غير أن القنبلة الفراغية تصيبها.

ولأن المحيط المستهدف يفرغ ما فيه من الأكسجين، وبسبب ارتفاع درجة الحرارة المتولدة عن الانفجار يهلك جميع الأحياء اختناقًا واحتراقًا وتزول المباني انهيارًا وانهدامًا.

وتوّلد القنابل الفراغية درجات حرارة عالية جدًا تصل إلى 2500 درجة مئوية، ما يؤدي إلى حرق شديد في الجلد والمناطق الداخلية من الجسم، وبالتالي تفحم الجثث لحد التبخر أو الانصهار الكامل، لا سيما في الأماكن التي تكون فيها سحابة التفجير أكثر كثافة.

كيف تعمل القنبلة الفراغية؟

تعمل "القنبلة الفراغية" بالوقود، وهى عبارة عن ذخيرة ذات مرحلتين. توزع شحنة المرحلة الأولى الهباء الجوي المكون من مادة دقيقة للغاية، من وقود قائم على الكربون إلى جزئيات معدنية صغيرة.

بعدها تشعل الشحنة الثانية تلك السحابة، مكونة كرة نارية، وموجة صدمة ضخمة، وفراغ حيث تمتص كل الأكسجين المحيط بها.

ويمكن أن تستمر موجة الانفجار لفترة أطول بكثير من المتفجرات التقليدية وتكون قادرة على تبخير الأجسام البشرية.

وتصيب تلك القنابل الفتاكة من لم تقتله بالعمى وارتجاج الدماغ وتمزق طبلتي الأذن، إضافة إلى انسداد المجاري الهوائية وانهيار الرئتين، وإصابات أخرى خطيرة جدًا.

وقال المرصد الأورومتوسطي، وفق تقرير نشره عبر موقعه الرسمي، إن شهادات وثّقها ومعلومات أولية جمعها كشفت جانبًا مخفيًا من المستويات المروعة للقتل الذي تمارسه إسرائيل في قطاع غزة، يتعلق بتُبخر أو انصهار أجساد الضحايا بفعل القنابل الفراغية التي تسقطها الطائرات الحربية الإسرائيلية على المنازل السكنية.

ووثق المرصد الأورومتوسطي، عدة حالات لضحايا قضوا في غارات إسرائيلية مدمرة لمبانٍ سكنية، ولدى محاولة انتشال جثثهم اتضح اختفاء البعض منهم أو احتمال تحولهم إلى رماد، وهو ما يثير علامات استفهام بشأن ماهية القنابل المستخدمة في هذه الهجمات.