لغَّم مهندسو الجيش الروسي مصنع كيماويات في شبه جزيرة القرم، بالقرب من خزان بحيرة حمضية سامة في المنطقة، حسبما ذكرت وسائل إعلام أوكرانية.
وحذّر أولكسندر بروكودين، رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة خيرسون، الذي عينته أوكرانيا، أخيرًا من أن تفجير الألغام سيُؤدي إلى كارثة أسوأ من حادث انفجار محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في الحقبة السوفيتية عام 1986، حسبما ذكرت صحيفة "كييف بوست"، أمس الجمعة.
واتُهمت روسيا باستهداف البنية التحتية الأوكرانية خلال أكثر من 15 شهرًا من الحرب، منذ 24 فبراير 2022، إذ ألقت أوكرانيا هذا الأسبوع باللوم على موسكو في تدمير سد يعود للحقبة السوفيتية في نوفا كاخوفكا، وهي مدينة في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا؛ مما تسبب في فيضانات هائلة واستلزم إجلاء آلاف المدنيين، فيما قال مسؤولون في الكرملين إن أوكرانيا هي من استهدف السد.
نتيجة للهجوم المضاد
تحدث رومان سفيتان، المحلل العسكري الأوكراني، عن المنشأة، مصنع "تيتان القرم"، خلال حواره على قناة "أتموسفير" التلفزيونية الإخبارية، مُحذّرا من أن الروس قد يفجرون الألغام في المصنع الذي يقع بمدينة أرميانسك إذا وجدوا أن القوات الأوكرانية مُستعدة للهجوم المُضاد، وفقًا لصحيفة "كييف بوست".
وقال "سفيتان"، خلال الحوار، إن "المصنع ملغوم بالفعل بما في ذلك حاويات تحتوي على أحماض وكلور ومواد كيميائية ضارة".
وأضاف المُحلل العسكري الأوكراني: "لقد بدأوا أخيرًا في حفر المتفجرات هناك؛ لأنهم رأوا أن القوات المُسلحة الأوكرانية يُمكن أن تعبر نهر دنيبرو وتهاجم أرميانسك، لذا فإن تفجير تيتان القرم سيكون له منفعة عسكرية للروس، لأن الانبعاثات الكيميائية يُمكن أن تؤدي لإبطاء حركة القوات".
"أسوأ من تشيرنوبل"
في مقطع فيديو نُشر في 2 يونيو على تيليجرام، حذّر أولكسندر بروكودين، من أن الألغام التي قد تنفجر بمصنع الكيماويات "ستطلق آلاف الأطنان من المواد السامة في الغلاف الجوي"؛ وتتسبب في وقوع حادث "أسوأ من تشيرنوبل".
وقال "بروكودين"، خلال مقطع الفيديو الذي نقله موقع "صوت أوكرانيا الجديد": "سيتأثر سكان القرم وما لا يقل عن سبع مناطق أوكرانية أخرى، بالإضافة إلى تركيا، من خلال البحر الأسود، والدولة المُعتدية نفسها".
أكبر مصانع الكيماويات
كان مصنع كيماويات "تيتان القرم"، واحدًا من أكبر الشركات المُصنعة في أوروبا الشرقية لأصباغ ثاني أكسيد التيتانيوم، وهي مادة كيميائية تستخدم في الطلاء، وواقي الشمس، والأدوية، وتلوين الطعام، إلّا أن الاتحاد الأوروبي حظر استخدام ثاني أكسيد التيتانيوم العام الماضي لاستخدامه كمادة مُضافة للغذاء؛ بسبب مخاوف من احتمال أن يكون مادة مُسرطنة.
وقالت صحيفة "كييف بوست" إن احتمالية إحداث ضرر بيئي للمصنع "مُوثقة جيدًا"، في حين ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عام 2018 أن السُلطات في المنطقة أجلت 4000 طفل وأسرة من البلدات والقرى القريبة من المصنع؛ بسبب غاز ثاني أكسيد الكبريت الضار المنبعث من خزان البحيرة السامة.
