استمرارًا للحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وفي مواجهة جديدة بينهما، رفعت بكين دعوى في منظمة التجارة العالمية ضد واشنطن بسبب إجراءات الرقابة على تصدير الرقائق الإلكترونية، في الوقت الذي تعمل فيه الصين على إعداد حزمة دعم بنحو 143 مليار دولار لصناعة أشباه الموصلات لديها.
ويعد القرار الأمريكى بمثابة سلاح ذي حدين، قد يصيب العالم بأسره بالأضرار إذا ما حدثت أزمة في إمدادات الرقائق الإلكترونية، ما قد يسبب توقف الحياة تمامًا، وبالتالي يؤدى إلى كساد كبير، بحسب آراء المراقبين، مثلما حدث عام 1923، وذلك نتيجة أن الحياة البشرية كلها الآن تعتمد على الرقائق الإلكترونية.
تقييد الشركات الصينية
الهدف من قرار الولايات المتحدة الإمريكية هو تقييد وصول الشركات الصينية إلى التكنولوجيا الأمريكية التي تستعمل أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية المصنّعة في تايوان، بحسب ما ذكر مراسل "القاهرة الإخبارية" رامى جبر، من واشنطن.
وأضاف "جبر" أن الأضرار الجانبية التي تترتب على ذلك، وبالتالي تعود بالضرر على الولايات المتحدة، منها أن تايوان المزود الرئيسى للشركات الأمريكية بالرقائق الإلكترونية، وبحسب رؤية الصين فإن تايوان تعد جزءًا من الصين، وهو ما قد يدفع الصينيين إلى إغلاق أو تدمير مصانع الرقائق التايوانية، وفى هذه الحالة سيعم الضرر العالم أجمع وعلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص.
إعادة توطين صناعة الرقائق
فيما قال إياد بركات، خبير التكنولوجيا الرقمية، لـ"القاهرة الإخبارية" في الشأن ذاته، إن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لإعادة توطين صناعة الرقائق إلى أراضيها.
وأضاف أن الولايات المتحدة لديها خطة لدعم شركة "إنتل" وبعض الشركات الأمريكية الأخرى لبناء مصانع الرقائق داخل الولايات المتحدة.
وذكر أن الولايات المتحدة تحاول دائمًا أن تسابق الصين في التكنولوجيا والصناعات التقنية للحفاظ على قوتها مقابل الصين.
وأوضح أن هناك نوعين من الرقائق؛ نوع عادى ونوع متطور جدًا ولا تمتلكه الصين، حيث إن تلك الرقائق تُصنّع في شركة هولندية واحدة على مستوى العالم، وهى مرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية.