بات العنف بين المراهقين أشبه بقنبلة موقوتة تواجه المجتمعات، وخطرًا كبيرًا يقود لحوادث تؤدى للوفاة في كثير من الدول.
بحسب إيهاب عيد، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس المصرية، فإن هناك عدة عوامل تسببت في ظاهرة العنف بعضها متعلق بالطفل وأخرى متعلقة بالظروف المحيطة به، والتكنولوجيا أدت لارتفاعها.
أستاذ علم النفس، أكد أنه يجب إعطاء الأطفال الحرية مع ضرورة مراقبتهم ومنحهم المعلومات الكافية تجاه التنمر والعنف، وأنه لا يجب أن يحمل الفرد تلك الصفتين.
جهود كبيرة على عاتق الآباء والأمهات، فالحماية تبدأ من الأسرة التي يجب عليها زرع الثقة في المراهقين، حيث وصفهم "عيد" بأنهم "بائعون الأمان والثقة"، كما يجب منح الصغار الثقة من خلال وضعهم في سيناريوهات تجريبية بالحديث عن حادثة معينة لأن الحياة ليست كبسولة معقمة.
واختتم قائلًا إن الوالد يتحمل في الأسرة العربية جزءًا كبيرًا من زرع الثقة في النفس، إذ يجب عليه تعليم الدروس الأولى للأبناء الصغار ولا يسلط الضوء على العنف أو الخوف بل يدعم ويركز على الصفات الحميدة ويعززها.
على الجانب الاجتماعي يقول سعيد ناصف، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عجمان الإماراتية، إن الخبرات التي يتعرض لها الوالد خبرات متعددة، وبالتالي يملك كمًا هائلًا من المعلومات والمواقف التي يستطيع من خلالها أن يوجّه الطفل، وأن الحماية ليست حماية بوليسية لكنها حماية محفوفة بالود والحنان حتى لا ينفر الصغار من الحديث مع الآباء.
"ناصف" دعّم فكرة أن يحصل المراهقون على الحرية المنضبطة، فضلًا عن منح الخبرات السابقة لضمان تجنب مواقف العنف والإساءة بكل أنوعها سواء نفسية أو معنوية أو جسدية، وعليه يتم تقوية شخصية الطفل حتى يصبح لدية ثقة في نفسه وفي قدراته تؤهله لمواجهة مشكلاته.
المصارحة والمكاشفة بين المراهقين والآباء من الأمور المهمة، حيث يجب أن توجد مساحة من الحوار بينهم، وبصفة خاصة المراهق، حيث إن العصر الحالي يفتقد التفاعل الاجتماعي الأسري الحميم، كما كان يوجد من قبل، والواضح أن المسيطر الآن هو انشغال كل طفل بحياته دون مراجعة الأهل.
كما أن التميز النوعي بين الجنسين له آثار تربوية سلبية على المراهقين، والتي تمتد مع الطفل إلى أن يكبر وتقوده لمزيد من الأفعال العنيفة، بحسب أستاذ علم الاجتماعي الإماراتي.
ويرى علم النفس الاجتماعي، أن العنف يؤثر بشكل واضح على المراهقين، وأن التنمر أحد أنواع العنف التي تؤثر على شخصية المراهق وثقته بنفسه وعلاقاته بالآخرين، بحسب إيمان سليمان، أخصائي علم النفس من بيروت.
و ذكرت "إيمان" أن الشعور بالانزواء والإهمال وردود الفعل العكسية داخل المنزل، جميعها أحد مسببات التعرض للعنف، فضلًا عن التأثير على المهارات الاجتماعية والأكاديمية.
وفور رصد تصرفات خطيرة كفقد الأعصاب بشكل سريع والدخول في نزاعات كلامية وجسدية، والإقدام على التصرفات الخطيرة والتفكير بأمور عنيفة كإيذاء الحيوانات؛ يجب على الأسرة حمل المراهق والذهاب به لمساعد نفسي، إذ إنه كلما بدأ العلاج مبكرًا كانت النتيجة أفضل.