تتعرض النساء الإيرانيات للاعتداء والضرب في حملة قمع جديدة لشرطة الأخلاق، ضد الفتيات اللاتي ينتهكن قواعد اللباس الصارمة في طهران، الأمر الذي تصفه الفتيات بأن الشرطة تستغل انشغال العالم بالصراع مع إسرائيل لمضايقاتهن.
حملة قمع جديدة
أظهرت العديد من مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت، نساء يتم تجميعهن في الجزء الخلفي من المركبات لارتكاب مخالفات بسيطة مثل ارتداء معطف قصير جدًا أو ملون بشكل جذاب.
وتحت الاسم الرمزي "النور" باللغة الفارسية، أطلقت إيران حملة جديدة واسعة النطاق ضد أي امرأة تنتهك قواعد اللباس الصارمة.
وأخبرت نساء في إيران صحيفة "تليجراف" البريطانية، عن تعرضهن للاعتداء ومنعهن من دخول الأماكن العامة مثل محطات مترو الأنفاق والجامعات والمقاهي، لعدم الالتزام بقواعد الحجاب أو لارتداء الملابس الضيقة.
وبدأت الإجراءات الصارمة الأخيرة، 13 أبريل، قبل ساعات فقط من إطلاق إيران مئات الطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل.
شهادات الفتيات
وقالت "تارانوم"، إحدى الطالبات التي فضلت استخدام اسم مستعار لحماية هويتها: "اقتربت مني مجموعة من الضباط بملابس مدنية في وقت سابق الأسبوع الماضي، عندما كنت أسير على الرصيف متجهة إلى المنزل، وكان حجابي ملفوفًا بشكل فضفاض حول رقبتي، واتصل أحد الضباط هاتفيًا وطلب إحضار شاحنة إلى مكان الحادث"، بحسب الصحيفة البريطانية.
وأضافت: "وصلت شاحنة بيضاء بعد بضع دقائق وتم سحبها إلى الداخل، وكان يوجد أربع فتيات أخريات في السيارة بالفعل. وتم نقلهن إلى مركز الشرطة حيث يوجد عشرات النساء الأخريات".
وذكرت الطالبة بكلية الهندسة: "انتظرت في الغرفة لمدة خمس ساعات. وفي النهاية، تم استدعائي وإعطائي أوراقًا للتوقيع عليها"، مضيفة أن الوثائق تنص على أنها لا ينبغي أن تظهر دون حجاب مرة أخرى.
استغلال الصراع
ويتكهن العديد من الإيرانيين بأن هذا التوقيت قد تم اختياره بسبب تحويل الاهتمام العالمي. وتم القبض على مئات النساء مثل "تارانوم"، الأسبوع الماضي في جميع أنحاء إيران، وتم استدعاء العديد منهن وإخضاعهن بسبب انتهاك قواعد اللباس.
وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت شرطة الأخلاق وهي تعتقل النساء بعنف. ويظهر مقطع فيديو من طهران امرأة محاطة بما يقرب من 10 ضباط، إذ تصفعها امرأتان على وجهها ويدفعها رجلان إلى داخل السيارة.
وامتدت الحملة أيضًا إلى منصات الإنترنت، إذ ألقت الشرطة القبض على العديد من النساء اللاتي شاركن تجاربهن وتم حظر العشرات من صفحات "إنستجرام".
ووصفت الناشطة في مجال حقوق المرأة المسجونة نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، العام الماضي، الوضع بأنه "حرب شاملة ضد المرأة".
وقالت "محمدي" في رسالة صوتية من سجن إيفين: "أطلقت الحكومة الإيرانية حربًا شاملة ضد النساء في كل شارع من شوارع البلاد".
إضراب الطالبات
أضربت أكثر من 200 طالبة من جامعة أمير كبير في طهران، اليوم الأحد، رافضين حضور الفصول الدراسية احتجاجًا على القواعد الجديدة في الجامعات.
وقالت "نوشين"، الطالبة في جامعة طهران، إنه يوجد أبواب دخول منفصلة للفتيات والفتيان. وعند البوابة المخصصة للفتيات، توجد كاميرات للتعرف على غير المحجبات.
وذكرت "نوشين" أنها تم إيقافها، أمس السبت، على الرغم من ارتدائها الحجاب، واتهمت بارتداء معطف قصير للغاية.
وفي شمال شرق مشهد، مُنعت "بارفين"، وهي ممرضة تبلغ من العمر 32 عامًا، من دخول محطة مترو الأنفاق، بينما في شمال غرب تبريز، مُنعت شهناز، وهي طالبة تبلغ من العمر 24 عامًا، من دخول مقهى.
وقالت بارفين: "إنهم يستغلون هذا الوقت الذي ينشغل فيه العالم، بسبب صراعهم مع إسرائيل لمضايقتنا".
وتزايد اتجاه النساء للظهور في الأماكن العامة دون الحجاب، منذ وفاة مهسا أميني في سبتمبر، وهي شابة ألقي القبض عليها لارتدائها الحجاب بشكل غير لائق.
وأثارت وفاة أميني احتجاجات في جميع أنحاء البلاد واختفت الشاحنات البيضاء المرتبطة بشرطة الأخلاق لفترة من الوقت، لكنهم عادوا بكامل قوتهم. وأعلن أحمد رضا رادان، قائد الشرطة الإيرانية، أن الحملة الجديدة ستستمر بالقوة والدقة.