بينما تترقب أوكرانيا موعد تسليم المساعدات الأمريكية، التي أقرها الكونجرس، نشرت كييف خرائط تظهر زحف القوات الروسية والتقدم على جبهات القتال.
ونشر الحساب الأوكراني "إكس وور مابر" X War Mapper، الذي يوفر تحديثات حول حالة خط المواجهة في أوكرانيا، رسومات بيانية أظهرت المكاسب الروسية في منطقة دونيتسك، خلال الأيام العشرة الماضية.
وأظهرت إحدى الخرائط كيف أن القوات الروسية، شمال غرب أفدييفكا، المدينة التي شهدت قتالًا شرسًا واستولت عليها موسكو في فبراير، اخترقت الجبهة الأوكرانية في أوكريتين.
وقال الموقع "وور مابر" War Mapper، إن القوات الروسية استولت على "معظم المستوطنة"، وتقدمت في سيمينيفكا وبرديتشي، واستولت على نوفوميخيليفكا، جنوب مارينكا، على الرغم أنها أشارت إلى المكاسب الأوكرانية بين إيفانيفكس وكليششيفكا وشرق تيرني.
وأضاف الموقع، أن روسيا قامت بتأمين المزيد من الأراضي شرق تشاسيف يار، في إشارة إلى البلدة التي حذرت كييف من أن فلاديمير بوتين، يريد السيطرة عليها في الوقت المناسب، بمناسبة احتفالات يوم النصر في التاسع من مايو.
وأثار المحللون تساؤلات حول ما إذا كان مشروع قانون واشنطن البالغ 61 مليار دولار لحقن الذخيرة والمعدات، التي تشتد الحاجة إليها تأخر لفترة طويلة، بعد أشهر من المعارضة من بعض الجمهوريين في مجلس النواب.
ولدى ترحيبه بمشروع القانون، قال المحلل العسكري روب لي، زميل بارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية، على موقع "إكس" - تويتر سابقًا - إن المساعدة الأمريكية تساعد كييف على القتال في عام 2024 وحتى عام 2025، لكن من المرجح أن تحقق روسيا المزيد من المكاسب هذا العام، ولا تُحل كل مشكلات أوكرانيا".
وأضاف "لي": "حتى مع زيادة شحنات الذخيرة، قد لا تتمكن أوكرانيا من السيطرة على تشاسيف يار وغيرها من هذه البلدات المدن"، مشيرًا إلى أنه "إذا استولت القوات الروسية على المدينة، فإنها ستواجه تضاريس أكثر ملاءمة، ما يؤدي إلى زيادة معدل التقدم".
وتابع: "إذا سقط تشاسيف يار، فسيعرض ذلك أيضًا المواقع الأوكرانية جنوب المدينة للخطر، وهذا ينطبق على المزيد من التقدم الروسي في أماكن أخرى، لقد كان التأخير في المساعدات والتعبئة مكلفًا".
وفي الوقت نفسه، في تحليل لمؤسسة "كارنيجي" للسلام العالمي، قال يوجين رومر، مدير برنامج روسيا وأوراسيا التابع لمركز الأبحاث الأمريكي، إن أوكرانيا "ليس لديها خيارات جيدة، حتى مع حزمة المساعدات الأخيرة".
وكتب "رومر" في التعليق الذي نشر الخميس الماضي: "لقد توصل العديد من المحللين العسكريين بالفعل إلى هذا الاستنتاج سرًا لكنهم غير مستعدين للتعبير عن هذا الشعور"، مضيفًا أن الصفقة الأمريكية "هي بالتأكيد الحزمة الأخيرة بهذا الحجم، بغض النظر عمن سيتم انتخابه في منصب الرئيس الأمريكي المقبل".
وقال إنه في قمة حلف شمال الأطلسي المقبلة بواشنطن: "لا ينبغي للناتو أن يجادل حول مسار كييف نحو العضوية، بل يجب أن يضع التزامات موضع التنفيذ، بما في ذلك قدرات أكثر وأفضل للدفاع والصد ضد الهجوم الروسي والأسلحة الهجومية الدقيقة بعيدة المدى".
ومع ذلك، فإن موافقة الكونجرس على الحزمة البالغة قيمتها 61 مليار دولار عززت التفاؤل في أوكرانيا وبين المدافعين عنها.
وقالت ماريانا تريتياك، رئيسة التحالف الأمريكي من أجل أوكرانيا، لنيوزويك في بيان، الخميس الماضي: "على الرغم من أننا لا نعرف الجداول الزمنية الفعلية للتسليم، إلا أن بعض التقارير تشير إلى أن التسليم الأول سيتم هذا الأسبوع".
وأضافت: "واثقون من أن الإدارة العسكرية الأوكرانية المحلية ستوزع المساعدات بسرعة، في غضون أيام، لأن الوضع على الخطوط الأمامية مأساوي".