الدولار تحول إلى وسيلة للضغط على الدول
مصر دولة محورية في الشرق الأوسط وإفريقيا
الناتج المحلي لدول "بريكس" أكثر من إجمالي"G7"
قال السفير الروسي لدى القاهرة، جيورجي بوريسينكو، إنَّ العلاقات "المصرية - الروسية" اكتسبت قوة دفع قوية جديدة وممتدة عبر التاريخ، وباتت أكثر تميزًا، خصوصًا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، واحتفت القاهرة وموسكو العام الماضي بذكرى مرور 80 عامًا على بدء العلاقات الدبلوماسية بينهما، التي شهدت تقاربًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.
وخلال استضافته في برنامج "عن قرب" لقناة "القاهرة الإخبارية" الذي تقدمه الإعلامية أمل الحناوي، تحدث السفير الروسي عن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية والسياسية التي وقعها الرئيسان المصري والروسي، واعتبرها شراكة ودفعة نحو مزيد من التقدم في العلاقات بين البلدين، وسوف يظل التعاون قويًا بين موسكو والقاهرة في جميع المجالات لاسيما أن وجهات نظر البلدين، تتوافق وتتقارب تجاه الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، و"نسعى لتعزيز الكثير من الروابط على الصعيد الاقتصادي وتعميق الروابط الثقافية".
المنطقة الصناعية الروسية
وتحدث "بوريسينكو" عن آخر تطورات المنطقة الصناعية الروسية المقرر إقامتها بالمنطقة الاقتصادية في قناة السويس، قائلًا: "يجري حاليًا تجهيز المنطقة الصناعية والنظر في بروتوكول إضافي للاتفاقية الموقعة بين البلدين، وبعد اعتماده سيتم السماح للشركات الروسية ببدء عملها في قناة السويس، ومن المتوقع أن يحقق المشروع منفعة متبادلة ويسمح للشركات الروسية بنقل عملها إلى مصر".
الضبعة النووية
ومع هذا، فإن مشروع الضبعة النووية في مصر، يُعد رمزًا للصداقة بين موسكو والقاهرة، وكما وصفه السفير الروسي خلال حديثه لـبرنامج "عن قرب" بأنه يشبه بناء السد العالي في أسوان عام 1960، ويُسهم المشروع أيضًا في تحقيق أهداف التنمية التي وضعتها الدولة المصرية عن طريق توطين التكنولوجيا وخلق فرص عمل، إذ إنه بانتهاء مشروع الضبعة سوف يسهم في توفير إمدادات طاقة آمنة وطويلة الأجل، وربما يقلل الاعتماد على الوقود.
مصر مهمة في "بريكس"
على صعيد انضمام مصر لأحد أقوى التكتلات الاقتصادية "بريكس"، أعربت روسيا عن سعادتها لانضمام القاهرة إلى "بريكس"، وحصولها على العضوية الكاملة خصوصًا أنه يأتي بالتزامن مع رئاسة روسيا للتكتل هذا العام، واعتبر السفير الروسي أن انضمام القاهرة مهم، خصوصًا أنها شريك قوي ومرغوب فيه ودولة محورية في الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكدًا أن تجمع "بريكس" منصة للتعاون بين الدول المحورية على مستوى أنحاء العالم ويهدف إلى تبادل المنفعة.
وبرزت أهمية استخدام العملات الوطنية بين دول "بريكس"، الأمر الذي رحب به السفير الروسي، خصوصًا أنه يُعطي دفعة جديدة للتجارة بين الدول الأعضاء، لاسيما بعدما أصبح استخدام الدولار في المعاملات التجارية خطيرًا للغاية ووسيلة للضغط على الدول الأخرى.
أما عن الأولويات الروسية بشأن رئاستها لـ "بريكس"، فأوضح "بوريسينكو" أن موسكو مهتمة بمساعدة الأعضاء الجدد بانتهاء واستكمال عملية التكامل، كما تسعى لاستخدام العملات الوطنية مع دول التكتل الاقتصادي وتطوير العلاقات معهم في المجالات كافة.
على صعيد قدرة نظام "بريكس" في إصلاح النظام المالي العالمي، أكد السفير الروسي أنّ الناتج الاقتصادي لـ "بريكس" حاليًا أكثر من إجمالي "G7"، ولذلك فإن القرارات التي تتخذها دول التكتل الاقتصادي في اجتماعاتها سوف تُسهم في تطوير النظام المالي العالمي؛ ونتيجة لذلك يتغير الوضع السياسي العالمي.
فجر جديد في العلاقات
تمثل مصر لروسيا لاعبًا محوريًا في الشرق الأوسط وإفريقيا، و"نرحب بتطوير العلاقات مع الدول العربية، كما أن موسكو حريصة على تعزيز الشراكة مع كل الدول في آسيا والقارة السمراء، وخلال العامين الماضيين شهدت العلاقات بين روسيا والدول العربية فجرًا جديدًا وتقدمًا خصوصًا على مستوى الاستثمار والاقتصاد، وبعد فرض الغرب 20 ألف عقوبة على موسكو".
وبحسب السفير الروسي، فإن الهيمنة الغربية، التي كانت موجودة في الخمسين عامًا الأخيرة، أوشكت على الانتهاء وظهرت قوى جديدة كالصين والهند والدول العربية ودول أمريكا اللاتينية، وتعاون القوى الجديدة سيؤدي لنظام عالمي جديد أكثر عدالة.
روسيا تعترف بفلسطين
على صعيد الصراع والحرب القائمة في قطاع غزة، أكد "بوريسينكو" أن روسيا على مدار التاريخ تقف بجوار الفلسطينيين؛ للحفاظ على حقوقهم التاريخية وأصبحت موسكو من أولى الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، "كما نرفض هجوم حماس وجميع العمليات الإسرائيلية التي تقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وطالبنا بوقف الحرب الإسرائيلية وعلى المجتمع الدولي الضغط على واشنطن لوقف دعمها لإسرائيل"، لافتًا إلى أن روسيا ترى أن الخيار الحقيقي الوحيد لحل القضية، هو تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1947 الخاص بالتقسيم.
ضرورة وقف حرب غزة
وذكر السفير الروسي، أنّ روسيا تحاول وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقدمت اقتراحات جديدة للتشاور مع المجموعة العربية خلال الرئاسة الحالية لدولة الجزائر، وفي المقابل تقوم الدول الغربية برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام حق النقض "الفيتو"، وعدم السماح بالتصويت على القرارات المتعلقة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، في إطار مجلس الأمن، بل تستمر في دعم وتسليح إسرائيل، لكن موسكو تواصل جهودها بوقف إطلاق النار داخل قطاع غزة.