في خضم الصراع الدائر حول هيمنة الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية، تبرز تحذيرات وخطط محتملة من فريق المرشح الجمهوري دونالد ترامب لمواجهة التحديات المتزايدة من الأسواق الناشئة والدول الساعية للابتعاد عن الدولار، إذ تكمن في قلب هذه المعركة مخاوف متصاعدة من فقدان الولايات المتحدة لقوتها المالية العالمية، ما قد يكون بمثابة "خسارة أكبر حرب"، على حد تعبير ترامب نفسه.
أفادت "بلومبرج" بأن المساعدين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يبحثون عن خيارات لمنع الدول من الابتعاد عن الدولار الأمريكي، في الوقت الذي تواجه فيه تحديًا متزايدًا من الأسواق الناشئة، بما في ذلك دول "بريكس".
ويناقش المرشح الجمهوري المفترض للانتخابات الرئاسية في نوفمبر وفريقه فرض عقوبات على الحلفاء والخصوم الذين يسعون إلى تحويل تجارتهم من العملة الأمريكية إلى عملات أخرى.
ونقلت بلومبرج عن أشخاص مطلعين على الأمر، أن الخيارات يمكن أن تشمل ضوابط التصدير ورسوم التلاعب بالعملة والتعريفات الجمركية.
واكتسب الاتجاه العالمي نحو استخدام العملات الوطنية في التجارة بدلًا من الدولار زخمًا كبيرًا بعد عزل روسيا عن النظام المالي الغربي وتجميد احتياطياتها الأجنبية في عام 2022، كجزء من العقوبات المتعلقة بأوكرانيا.
حذّر خبراء ماليون من أن مشروع القانون الذي يتضمن أحكامًا تسمح للولايات المتحدة بمصادرة الأصول الروسية المجمدة، والذي وقع عليه بايدن يوم الأربعاء الماضي، يمكن أن يؤدي إلى تحفيز التراجع عن الدولار، إذ إن ما يسمى بقانون الريبو، والذي تم إدراجه في حزمة المساعدات العسكرية لكييف بقيمة 61 مليار دولار، سمح للرئيس الأمريكي بالاستيلاء على أصول الدولة الروسية الموجودة في البنوك الأمريكية.
ووفقًا لـ"بلومبرج"، حذر ترامب من أنه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن "سوف تخسرون الدولار كمعيار، سيكون ذلك بمثابة خسارة أكبر حرب خسرناها على الإطلاق".
ووفقًا للوكالة الأمريكية، فكر المستشارون الاقتصاديون لترامب وفريق حملته على وجه التحديد في الحد من جهود خفض الدولار من قبل دول البريكس.
وتعمل مجموعة البريكس على تعزيز استخدام العملات الوطنية في التجارة المتبادلة، بل إنها أشارت إلى إمكانية طرح عملة موحدة جديدة في السنوات المقبلة.
وقال ترامب -مرارًا وتكرارًا- إنه يريد أن يظل الدولار العملة الاحتياطية في العالم، وأكد لشبكة "سي إن بي سي" في مارس: "أكره عندما تتخلى الدول عن الدولار".
وأضاف: "لن أسمح للدول بالتخلي عن الدولار لأنه عندما نفقد هذا المعيار، سيكون ذلك بمثابة خسارة حرب ثورية.. سيكون بمثابة ضربة للولايات المتحدة".