ذكرت وكالة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لـ"حرب شاملة" محتملة مع حزب الله اللبناني، في ظل تصاعد المخاطر المترتبة على التطورات الجديدة في الصراع مع إيران والميليشيات التابعة لها.
وأوضحت الوكالة، أن جيش الاحتلال يقوم حاليًا بوضع تدابير لمواجهة الأعمال العدائية "إذا لزم الأمر"، وتشمل تدريبات عسكرية إضافية للقوات البرية والبحرية والجوية في شمال البلاد.
ونقلت الوكالة عن جيش الاحتلال، إنه "تم إطلاع القادة المحليين في المنطقة على العمليات، لتسريع الاستعداد لمواصلة القتال". وأضاف أنه "يتم إنشاء منشآت تخزين إضافية لتمكين التعبئة السريعة والواسعة لقوات الجيش الإسرائيلي إلى خط المواجهة".
ويتبادل جيش الاحتلال إطلاق النار مع حزب الله، على الحدود الجنوبية للبنان، بشكل شبه يومي، منذ هجوم الفصائل على مستوطنات غلاف غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، ورد الاحتلال بشن عدوان شامل على القطاع، خلف دمارًا غير مسبوق وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، لكن اشتدت التوترات منذ أن بدأت إسرائيل وإيران في مهاجمة بعضهما البعض بشكل مباشر خلال الأسابيع الماضية، وفق "بلومبرج".
وأمس الأول الأربعاء، أعلن جيش الاحتلال، أنه قصف نحو 40 موقعًا مرتبطًا بحزب الله في جنوب لبنان، بعد أن شنت الجماعة هجومًا على إسرائيل في اليوم السابق.
واشتد عصف المواجهات على الجبهة الجنوبية للبنان، وتمدد حزام النار على عمق أكثر من 15 كلم في الشمال الإسرائيلي، مع قصف حزب الله شمال عكا، في وقت طالت الصواريخ الإسرائيلية منطقة عدلون الواقعة في قضاء صيدا للمرة الأولى.
وأجلى جيش الاحتلال عشرات الآلاف من سكان المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية منذ اندلاع الحرب على غزة، فيما يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن "طرد حزب الله من جنوبي لبنان هو هدف وطني".
ونقلت "بلومبرج" عن مسؤول إسرائيلي كبير، أن "حزب الله من أقوى الميليشيات في الشرق الأوسط، ويُعتقد أنه يملك حوالي 150 ألف صاروخ وقذيفة، بعضها ذو مدى طويل بما يكفي للوصول إلى أي مكان في إسرائيل تقريبًا".
وإذا اندلعت "حرب شاملة"، فإن تقديرات جيش الاحتلال تشير إلى أن "السيناريو الأساسي هو إطلاق ما يصل إلى 5000 صاروخ يوميًا من لبنان، بالإضافة إلى عدة مئات أخرى من قبل وكلاء إيرانيين الآخرين في اليمن والعراق وسوريا"، وفق ما قال المسؤول الإسرائيلي للوكالة الأمريكية.
قال المسؤول إنه "من المرجح أن يحاول حزب الله ضرب منشآت البنية التحتية، مثل محطات الطاقة وأنابيب المياه، وكذلك الموانئ البحرية والمطارات ومواقع الاتصالات".
ووفق الوكالة الأمريكية، فإن جيش الاحتلال "يستعد لحرب مع حزب الله منذ أكثر من 15 عامًا، حيث أُنشئت هيئة طوارئ وطنية للتنسيق بين الوزارات الحكومية والسلطات المحلية والوكالات الأخرى، للاستعداد لأي هجوم مفاجئ".
كما أن جيش الاحتلال لديه خطة معروفة باسم "البوصلة"، وهي وثيقة سرية تحدد قدرات حزب الله، والحد الأقصى من الضرر الذي يمكن أن تسببه الهجمات، إلى جانب مخزونات الطوارئ التي ستشتريها إسرائيل استعدادا للحرب، وعمليات الإجلاء المحتملة من المناطق المتضررة، حسب ما تقول "بلومبرج".
وأودى التصعيد بحياة 380 شخصًا على الأقلّ في لبنان، بينهم 252 عنصرًا في حزب الله و72 مدنيًا، وفق حصيلة أعدّتها وكالة "فرانس برس" استنادًا إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 11 عسكريًا وثمانية مدنيين. ومع الارتقاء في الردود النارية، وازدياد سخونة الجبهة الجنوبية، يترقب اللبنانيون بقلق احتمال دخول بلدهم في حرب مفتوحة مع إسرائيل.