الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"خيانة للقيم الأوروبية".. ماكرون ينتقد "خطة رواندا"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بخطط رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، لإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا ووصفها بأنها "خيانة للقيم الأوروبية"؛ محذرًا من أنها ستكون "غير فعالة"، بعد أيام فقط من تجاوز المخطط عقبته البرلمانية الأخيرة في المملكة المتحدة، ليصبح قانونًا.

وخلال خطابه في جامعة السوربون في العاصمة باريس، أمس الخميس، تحدث ماكرون حول مستقبل الاتحاد الأوروبي قائلًا إنه لا يؤمن بالنموذج الذي "قد يتضمن إيجاد دول ثالثة في القارة الإفريقية، أو في أي مكان آخر، حيث نسعى لإرسال الذين يصلون إلى أراضينا بشكل غير قانوني، والذين لا يأتون من هذه البلدان".

وأضاف: "إننا نخلق جيوسياسية من السخرية التي تخون قيمنا وستبني تبعيات جديدة، والتي ستثبت عدم فعاليتها على الإطلاق".

مع هذا، أشاد الرئيس الفرنسي في خطابه بالتعاون العسكري بين البلدين "البريطانيون حلفاء طبيعيون عميقون. من أجل فرنسا، والمعاهدات التي تربطنا معًا، نضع أساسًا متينًا".

وأضاف: "علينا متابعة الروابط وتعزيزها، لأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يؤثر على هذه العلاقة"؛ لافتًا إلى أنه يتعين على فرنسا أن تسعى إلى "شراكات مماثلة" مع زملائها الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

استراتيجية أوروبا

يأمل ماكرون أن يكون لخطابه نفس التأثير الذي حدث لخطاب مماثل ألقاه في جامعة السوربون قبل سبع سنوات، والذي تنبأ ببعض التحولات المهمة في سياسة الاتحاد الأوروبي.

ووصف مستشاروه الخطاب بأنه "مساهمة فرنسا في الأجندة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي للسنوات الخمس المقبلة".

لذا، انتهز الفرصة وحث أوروبا على "دمج دفاعاتها أو المخاطرة بالموت على أيدي العدوان الروسي والانعزالية الأمريكية".

وقال إن الاتحاد الأوروبي "بطيء للغاية ويفتقر إلى الطموح"، ولا يريد أن يصبح الكتلة "تابعة للولايات المتحدة".

وأضاف: "هناك خطر أن تموت أوروبا، فنحن لسنا مجهزين لمواجهة المخاطر. يجب أن ننتج المزيد، ويجب أن ننتج بشكل أسرع، ويجب أن ننتج كأوروبيين".

أزمة المهاجرين

في مقابل خطاب الرئيس الفرنسي، قال داونينج ستريت -مقر رئاسة وزراء بريطانيا- إن نهج سوناك "هو الصحيح"؛ وفق ما ذكرت صحيفة "الإندبندنت".

وقالت الحكومة البريطانية إن خطة رواندا "تتوافق تمامًا مع التزاماتنا الدولية"؛ وقال متحدث باسم رقم 10 (لقب رئيس الوزراء البريطاني): "في الواقع، رأينا شركاء آخرين ودولًا أخرى حول العالم يستكشفون أيضًا خيارات مماثلة".

كما تحدث وزير الداخلية جيمس كليفرلي ضد ما وصفه بـ "الانتقادات الكسولة والمقيتة" لسياسة بلاده تجاه المهاجرين؛ لكنه أصر على أنه لم يكن يتحدث عن تصريحات الرئيس الفرنسي.

وقال كليفرلي: "الهجرة، بحكم تعريفها، هي دولية. والحلول بحكم تعريفها ستكون دولية".

وفي إشارة إلى رواندا، أشار إلى أنها "ليست محظوظة بالموارد المعدنية الطبيعية مثل بعض جيرانها الإقليميين. وهي تفكر بشكل خلاق في الكيفية التي يمكن بها أن تكون جزءا من الحل لمشكلة عالمية خطيرة حقا. ونحن ندخل في شراكة مع هذا البلد. وكجزء من هذه الشراكة، هناك تحويل للأموال".

وقال كليفرلي إن أولئك الذين يجادلون بأن بريطانيا لا ينبغي أن يكون لها "علاقة تجارية ناضجة مع الدول الإفريقية" يقولون في الواقع إن المملكة المتحدة يجب أن تنظر إليها "حصريًا من خلال منظور متلقي المساعدات".

وشدد وزير الداخلية أيضًا على عدم وجود "حل سحري" لحل أزمة القوارب الصغيرة القادمة من فرنسا عبر القنال الإنجليزي. وأصرّ على أن مخطط اللجوء في رواندا لم يكن محور خطة الحكومة لمنع المهاجرين من القيام بالرحلة.

مخاوف وتحديات

بعد الموافقة البرلمانية، تعهد سوناك، بإرسال طائرات تحمل أعدادًا كبيرة من المهاجرين إلى رواندا بحلول يوليو المقبل، في غضون 10 إلى 12 أسبوعًا، وهي خطوة يقول إنها ستشكل رادعًا، وتمنع المهاجرين من محاولة الوصول إلى المملكة المتحدة في قوارب صغيرة.

لكنه تعرض لضغوط شديدة من الأمم المتحدة وحكومات أخرى، لإعادة التفكير في خططه؛ وذلك بعد مقتل خمسة أشخاص قبالة ساحل شمال فرنسا أثناء محاولتهم عبور القناة في وقت سابق من هذا الأسبوع.

كما تعرضت الخطة لانتقادات بسبب تصنيف رواندا من جانب واحد كدولة آمنة، في محاولة للتحايل على حكم دامغ أصدرته المحكمة العليا في أواخر العام الماضي مفاده أن رواندا ليست مكانًا مناسبًا لإرسال اللاجئين.

لذلك، تستعد الحكومة البريطانية لسلسلة من التحديات القانونية لهذه السياسة، أمام المعرضين للترحيل.

ورغم وعد رئيس الوزراء برحلات جوية متعددة شهريًا إلى رواندا، لكن الوزراء أقروا بأن عدد الأشخاص الذين سيتم إرسالهم إلى كيجالي سيكون صغيرًا في البداية، ومن المتوقع استخدام طائرات مستأجرة.

ومع ذلك، رفضت الحكومة تقديم تفاصيل حول متى وأين يمكن أن تغادر أي رحلات جوية، وسط مخاوف من تعرض مشغلي هذه الرحلات لضغوط للانسحاب، وفق الصحف البريطانية.

وحاليًا، تدفع بريطانيا لفرنسا ملايين الجنيهات الإسترلينية لدعم الشرطة على الساحل الفرنسي، بهدف منع المهاجرين من الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر.