تستعد أوكرانيا لهجوم روسي كبير، الصيف المقبل، وهو الأمر الذي وصفه عدد من الجنرالات بأنه الجحيم الحقيقي الذي تنتظره كييف، في الوقت الذي يكافح فيه الجيش الأوكراني للتعامل مع مخزون روسيا غير المحدود من القذائف والصواريخ، التي سمحت لها باحتلال المزيد من الأراضي خلال الفترة الماضية.
وأعطت حزمة المساعدات الأمريكية التي تم الإعلان عنها منذ أيام، دفعة من الأمل للقيادة الأوكرانية، التي تعاني أشد المعاناة على كل الجبهات القتالية، بسبب نقص المعدات والجنود وأنظمة الدفاع الجوي، إذ تشمل المساعدات المقدمة من البنتاجون، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، ذخيرة وراجمات صواريخ ومركبات مدرعة وأنظمة دفاع جوي ومضادات للدبابات محمولة.
أوكرانيا تستعد
وأقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بنفسه في تصريحات نقلتها شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية، إن مسؤولي المخابرات في بلاده يتوقعون هجومًا كبيرًا من القوات الروسية في جميع أنحاء البلاد نهاية مايو أو ربما في يونيو، لافتًا إلى أن الاستعداد المناسب لذلك يقوم على امتلاك الأسلحة والمعدات اللازمة للرد على الهجوم "الشامل" الوشيك، وتلقي تلك الإمدادات قبل حدوثه.
وكشف "زيلينسكي" أنه على الرغم من استعدادهم لتلك الهجمة المنتظرة، إلا أن بعض أنظمة الأسلحة منهكة بالكامل وفي حاجة لاستبدالها، مشيرًا إلى أن المساعدات الأمريكية والأوروبية القادمة لا بد أن تتضمن أنظمة أسلحة ملموسة، وعلى وجه التحديد المدفعية بعيدة المدى، لإعطاء أوكرانيا فرصة لتحقيق النصر.
الجحيم في أوكرانيا
في المقابل، نقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية، عن الجنرال البولندي بوجوسلاف باتسيك، تأكيده أن أمام كييف شهرًا للتحضير للهجوم الروسي الكبير، ووفقًا له، وفي غضون أسابيع قليلة سيحدث الجحيم في أوكرانيا، معتقدًا أن المساعدات الغربية ستساعد القوات المسلحة الأوكرانية على الصمود لعدة أشهر، لكن مصير الصراع محدد سلفًا بالفعل.
وأوضح أنه مع الحزمة الجديدة التي وقع عليها بايدن، سيحصل الأوكرانيون على أقل من 14 مليار دولار بشكل مباشر لشراء أسلحة جديدة وسيتم استخدام هذه الأموال لشراء قذائف مدفعية عيار 155 ملم وذخيرة للأسلحة الصغيرة، مشيرًا إلى أن كل ما هو ضروري لعمليات الدفاع الجوي، ستقوم أوكرانيا باقتنائه للصمود.
تعويض النقص
ويحتاج الجيش الأوكراني، وفق تصريحات القائد السابق للقوات البرية البولندية الجنرال فالديمار سكشيبتشاك، إلى ما يصل 200 ألف عنصر من العسكريين، وشدد بحسب "سبوتنيك" في الوقت نفسه على أنه من الصعب أن تتمكن السلطات الأوكرانية مباشرة من تعويض النقص الكبير في العسكريين.
ومنذ بدء الحرب فقدت القوات الأوكرانية، بحسب تصريحات سيرجي شويجو، وزير الدفاع، لوكالة سبوتنيك، ما يقرب من 500 ألف شخص، إذ تمتلك الوحدات الروسية زمام المبادرة على طول خط الاتصال القتالي بأكمله وتستمر في إجبار الجيش الأوكراني على التراجع.