قال طلاب جامعة "كولومبيا"، بولاية نيويورك الأمريكية، المتضامنون مع الشعب الفلسطيني، الذين يرفضون إنهاء احتجاجهم ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إن مسؤولي الجامعة "هددوا بإحضار الحرس الوطني والشرطة" لفض مخيمهم.
يأتي ذلك بعد أن سمحت الجامعة لقسم شرطة نيويورك باعتقال أكثر من 100 من الطلاب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، الذين اعتصموا في الحديقة الرئيسية في حرم الجامعة، للاحتجاج على العدوان، ومطالبة الجامعة بسحب الشراكات التي لها علاقة بإسرائيل.
قال الطلاب المتظاهرون إنهم لن يشاركوا في مفاوضات مع الجامعة "حتى يكون هناك مكتوب يفيد بأن الإدارة لن تطلق العنان لشرطة نيويورك أو الحرس الوطني على طلابها"
وفي بيان تم نشره على منصة "إكس"، على حساب يحمل اسم "طلاب كولومبيا من أجل العدالة في فلسطين"، كتب الطلاب: "على مر التاريخ، شهدنا قمع المتظاهرين السلميين ومهاجمتهم بعنف من قِبل الحرس الوطني: من متظاهري حركة "حياة السود مهمة" في فيرجسون بولاية ميسوري، إلى الطلاب الذين احتجوا على حرب فيتنام في ولاية كينت في أوهايو، الذين تعرضوا للضرب الوحشي والقتل بسبب تحدثهم سلميًا". وقال البيان "ضد الحرب والدمار".
وأضافوا: "من المثير للقلق أن كولومبيا تنضم إلى صفوفها في التاريخ، لكننا لا نرتدع عن التزامنا بتحرير فلسطين".
وتابع البيان: "لن نستسلم للتهديدات الجبانة والترهيب الصارخ من إدارة تتصرف باستمرار بسوء نية وتتجاهل بشكل متكرر سلامة الطلاب".
مفاوضات
في مقابل الطلاب الداعمين للحق الفلسطيني، نقلت مجلة "نيوزويك" عن متحدث باسم جامعة كولومبيا، إن مسؤولي الجامعة "يحرزون تقدمًا مهمًا مع ممثلي معسكر الطلاب في الحديقة الغربية".
وقال إن الطلاب المتظاهرين "التزموا بتفكيك وإزالة عدد كبير من الخيام، وضمان مغادرة غير المنتسبين إلى الجامعة، والامتثال لجميع متطلبات إدارة الإطفاء في نيويورك فيما يتعلق بالأنشطة والسلامة".
وأضاف المتحدث أن الطلاب المتظاهرين "اتخذوا أيضًا خطوات لجعل المخيم موضع ترحيب للجميع وحظروا لغة التمييز أو المضايقة. في ضوء هذا الحوار البنّاء ستواصل الجامعة المحادثات لمدة 48 ساعة مقبلة".
كانت رئيسة جامعة كولومبيا، الأستاذة الأمريكية من أصل مصري نعمت مينوش شفيق، أعلنت في وقت سابق عن موعد نهائي عند منتصف الليل لإجراء مفاوضات لتفكيك المخيم.
وقالت "نعمت"، مساء الثلاثاء، في رسالة إلى مجتمع الجامعة: "آمل بشدة أن تنجح المناقشات. إذا لم يكن الأمر كذلك، فسيتعين علينا النظر في خيارات بديلة لتطهير الحديقة الغربية، واستعادة الهدوء في الحرم الجامعي حتى يتمكن الطلاب من إكمال الفصل الدراسي والتخرج".
وأوضحت رئيسة الجامعة أنها تؤيد حق التظاهر، وتعترف بأن العديد من المتظاهرين "تجمعوا سلميًا".
لكنها، مع هذا، أضافت أن المخيم "يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة، ويعطل الحياة في الحرم الجامعي، ويخلق بيئة متوترة ومعادية في بعض الأحيان للعديد من أفراد مجتمعنا. ومن الضروري أن نمضي قدمًا في خطة لتفكيكه".
ونفيًا لمزاعم الطلاب، قالت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، للصحفيين، أمس الثلاثاء، إنها ليس لديها خطط حاليًا لاستدعاء الحرس الوطني لمواجهة هذه الاحتجاجات الطلابية.
وكانت حاكمة نيويورك قد زارت الحرم الجامعي والتقت بعدد من مسؤولي الجامعة الاثنين الماضي.
احتجاجات الجامعات
تجري الاحتجاجات في حرم عدد من الجامعات الأمريكية منذ أن شنت إسرائيل عدوانها على غزة في أكتوبر الماضي، حيث قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 34 ألف فلسطيني في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
لكن، حسب "نيوزويك"، فإن ما بدأ في جامعة "كولومبيا"، تحول الآن إلى حركة أكبر. حيث أقام الطلاب في جميع أنحاء البلاد معسكرات للاحتجاج على الحرب تضامنًا مع الطلاب في "كولومبيا"، واحتلوا المباني وتجاهلوا مطالب المغادرة.
وقالت إدارة شرطة نيويورك إن 133 متظاهرًا تم احتجازهم في جامعة "نيويورك" مساء أول أمس الاثنين وتم إطلاق سراحهم، مع أوامر استدعاء للمثول أمام المحكمة بتهم السلوك غير المنضبط.
كما ألقت الشرطة القبض على 60 متظاهرًا، من بينهم 47 طالبًا، في جامعة "ييل" الاثنين الماضي، بعد أن رفضوا مغادرة معسكر في الحرم الجامعي.
أيضًا، ألقي القبض على تسعة متظاهرين في جامعة "مينيسوتا"، بعد أن قامت الشرطة بإزالة معسكر اعتصام أمام المكتبة.
وعلى الساحل الغربي، قالت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية، إنه سيتم إغلاق الحرم الجامعي حتى اليوم الأربعاء بعد أن احتل المتظاهرون أحد المباني ليلة الاثنين؛ وتم اعتقال ثلاثة متظاهرين.