حذّرت منظمة العمل التابعة للأمم المتحدة من تعرض أكثر من 70% من القوى العاملة في العالم للحرارة المفرطة مرة واحدة على الأقل كل عام، مشيرة إلى أن هذا الرقم سيرتفع مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
وتؤدي الحرارة الشديدة الناجمة عن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان إلى مقتل آلاف العمّال حول العالم كل عام وإصابة عشرات الملايين الآخرين، وفقًا لتقديرات جديدة صادرة عن منظمة العمل التابعة للأمم المتحدة.
70 % بين القوى العاملة
وأفادت منظمة العمل الدولية، أن زيادة العدد على 70% بين القوى العاملة التي تتعرض للحرارة المفرطة سيؤدي إلى زيادة معدل الوفيات وانخفاض الإنتاجية بين العمال ما لم تنشئ الحكومات حقوقًا وحماية إضافية للسلامة في مكان العمل - خاصة للعاملين في الهواء الطلق.
وقدرت منظمة العمل الدولية أن العمّال يعانون من 22.85 مليون إصابة مهنية و18970 حالة وفاة مرتبطة بالعمل بسبب الحرارة المفرطة كل عام، وأن مئات الآلاف يموتون سنويًا بسبب التسمم بالمبيدات الحشرية وتلوث الهواء والأشعة فوق البنفسجية الشمسية والأمراض الطفيلية والمنقولة بالنواقل.
خطر الهواء الطلق
ويأتي المعرضون بشكل خاص لخطر الإصابة أو الموت بسبب الحرارة الشديدة والمخاطر المهنية الأخرى في الهواء الطلق هم عمّال الزراعة والبناء وإدارة الموارد الطبيعية وجمع النفايات، وفق "أكسيوس" الأمريكية.
وتواجه بعض المجموعات الفرعية من هؤلاء العمال مخاطر أكبر، مثل العمّال المهاجرين في البناء غير الرسمي والبيئات الزراعية أو العاملين في خدمات الطوارئ أثناء الأحداث المناخية القاسية مثل حرائق الغابات.
وأنشأت بعض الولايات الأمريكية وسائل حماية من الحرارة للعمال، بينما حظرت ولايات أخرى المحاولات المحلية لإنشائها، ففي الأسبوع الماضي في ولاية فلوريدا، في إحدى أكثر الولايات حرارة في الولايات المتحدة، وقّع حاكم الولاية رون ديسانتيس تشريعًا يحظر على الحكومات المحلية اشتراط وسائل الحماية من التعرض للحرارة، مثل فترات الراحة الإلزامية، للعاملين في الهواء الطلق.
وكانت هذه هي الولاية الثانية التي تفعل ذلك، حيث أصدرت تكساس تشريعًا مماثلاً في عام 2023، وهو العام الأكثر سخونة على الإطلاق.
محاولات الكونجرس
وتوقفت محاولات الكونجرس وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لفرض إجراءات السلامة على المستوى الفيدرالي، ما يعني أن معظم العمّال لديهم القليل من الحماية القانونية المتعلقة بالحرارة الشديدة.
تشير البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكية إلى أن الحرارة الشديدة قتلت ما يقرب من 1000 عامل بين عامي 1992 و2021 وتسببت في ما لا يقل عن 33.890 إصابة وأمراض مرتبطة بالعمل بين عامي 2011 و2020.
فيما تشير إدارة السلامة والصحة المهنية الأمريكية إلى أن هذه التقديرات من المحتمل أن تكون أقل من التقديرات "الكبيرة" ويرجع ذلك جزئيًا إلى صعوبة تتبع الإصابات والوفيات المرتبطة بالحرارة والإبلاغ عنها.