مع بلوغ العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ200، واصل جيش الاحتلال حرب الإبادة على القطاع الفلسطيني، من خلال تكثيف القصف الشامل على مختلف القطاع، مخلفًا عشرات الشهداء والجرحى الجدد.
وارتكب جيش الاحتلال ست مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 56 شهيدًا و104 إصابات، خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط، لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و183 شهيدًا و77 ألفًا و143 إصابة، منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر الماضي، و72% من ضحايا العدوان هم من الأطفال والنساء، وفق أحدث إحصائية للسُلطات الصحية في غزة.
وأشارت السُلطات، إلى أن آلاف المواطنين ما زالوا في عداد المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات، وأن الاحتلال يمنع طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم.
وأعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة، في بيانٍ، ارتفاع حصيلة الجثث المكتشفة إلى 283، في مقبرة جماعية اكتشفت، السبت الماضي، في مستشفى "ناصر" بمدينة خان يونس جنوب القطاع، الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي بعد انتهاكات واسعة.
شمال القطاع
وتعرضت بلدتا بيت حانون وبيت لاهيا لقصف جوي ومدفعي مُكثف، ودمرت طائرات الاحتلال منزلين في منطقة الشيماء ببيت لاهيا، بالتزامن مع أحزمة نارية. وقصفت طائرات الاحتلال محيط مراكز النزوح في بيت حانون، وسط أنباء عن اشتباكات مُسلحة هناك.
وفي مدينة غزة، استُشهد مواطن وأُصيب ثلاثة في قصف إسرائيلي لعمارة الصحابة قرب ميدان فلسطين وسط مدينة غزة. كما ارتقي عدد من الشهداء في قصف مكثف طال مركزًا صحيًا ومنزلين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وطال القصف الإسرائيلي شارع الثلاثيني وحي تل الهوا جنوب مدينة غزة.
وسط القطاع
وكثف جيش الاحتلال غاراته وسط القطاع، وشن ثماني غارات على الأقل على مخيم البريج شملت مسجدًا وثلاث منازل وأرضًا زراعية ونقطة شرطة، خلفت ستة شهداء وعددًا كبيرًا من الجرحى. وشهدت مدينة دير البلح قصفًا مماثلًا؛ أدى لاستشهاد طفل وشاب وعشرات المصابين.
وفي النصيرات، دمر جيش الاحتلال منزلًا لعائلة أبو شاويش؛ ما أدى لارتقاء شهيدين وعدة إصابات، فيما تعرضت الأجزاء الشمالية من المخيم لقصف مدفعي امتد نحو قرية المغراقة.
وشن طيران الاحتلال غارة على وادي أبو رشيد في مخيم المغازي وسط قطاع غزة. وقصفت زوارق الاحتلال الحربية شواطئ بحر منطقتي الزوايدة ودير البلح وسط القطاع.
جنوب القطاع
وفي خان يونس، أعلن الدفاع المدني ارتفاع عدد جثامين الشهداء التي تم انتشالها من مجمع ناصر الطبي بخان يونس إلى 283 جثمانًا بعد انتشال 73 جثة، واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وواصلت طائرات الاحتلال الاسرائيلي غاراتها على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي تؤوي نحو 1.4 مليون نازح، وينذر اجتياحها بتداعيات كارثية إنسانية.
اجتياح رفح الفلسطينية
ويُواصل الاحتلال التوعد بدخول رفح الفلسطينية، لكنه يواجه معارضة دولية واسعة، حيث يعني دخول المدينة بدء مسلسل جديد من المجازر المروعة.
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أمس الاثنين، بأن إسرائيل تستعد لنقل النازحين الفلسطينيين من رفح الفلسطينية إلى خان يونس ومناطق أخرى. وبينت الصحيفة، أن إسرائيل تخطط لنقل قواتها على تخوم مدينة رفح الفلسطينية، استعدادًا للعملية التي من المتوقع أن تستمر 6 أسابيع على الأقل.
دمار واسع
وبعد 200 يوم من العدوان الإسرائيلي المتواصل، تحوّل قطاع غزة إلى مكان غير صالح للسكن تقريبًا، حيث دمر جيش الاحتلال 35% من المباني في غزة، وفق إحصائية سابقة للأمم المتحدة.
وأعلنت بلدية غزة، في فبراير الماضي، أن الاحتلال الإسرائيلي دمر منذ بداية العدوان 42 ألف متر من خطوط وشبكات المياه و40 بئرًا و9 خزانات. كما دمر الاحتلال 95% من قطاع الزراعة في غزة، ما فاقم انعدام الأمن الغذائي.
خسائر فادحة للاحتلال
وخلال فترة الحرب، قُتل 605 جنود من جيش الاحتلال وأُصيب أكثر من 5 آلاف آخرين، ولم يتمكن الاحتلال من استعادة سوى 120 أسيرًا عبر صفقة تبادل مع حماس، ضمن هدنة إنسانية استمرت أسبوعًا.
وبعد 200 يوم من القصف والقتل، حاول جيش الاحتلال التمركز في المنطقة الشرقية للقطاع لفصلها عن الوسط والجنوب، ومنع النازحين من العودة وإقامة منطقة عازلة بعمق 500 متر من السياج الفاصل داخل القطاع، لكن هذا التمركز سيجعل القوات صيدًا سهلًا للفصائل.
كما أن المنطقة العازلة ستؤدي إلى وجود قوات إسرائيلية داخل القطاع، وهذا ما يجعلها عرضة للقتل والقنص على يد الفصائل.
ولم تفلح المفاوضات المتواصلة منذ 5 أشهر في التوصل لاتفاق جديد على تبادل الأسرى بين الجانبين؛ حيث تتمسك حماس بوقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.