كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن رئيس القيادة المركزية الإسرائيلي، يهودا فوكس أبلغ، اليوم الإثنين، رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي أنه ينوي الاستقالة في أغسطس المقبل.
وتأتي أنباء استقالة "فوكس" بعد ساعات قليلة من إعلان أهارون هاليفا، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية استقالته اليوم أيضًا، بسبب دوره في الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي.
وعلى الرغم من علاقة الصداقة التي تربط كلًا من "فوكس" و"هاليفا"، إلا أن الصحيفة العبرية، تعتبر أن الاثنين لم يتفقا على التقاعد، بل إن استقالة "فوكس" جاءت بسبب شعوره بالإرهاق، وانغماسه في مواجهات مع المستوطنين.
السبب ليس 7 أكتوبر
أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن استقالة يهودا فوكس لا علاقة بينها وبين استقالة رئيس المخابرات أهارون هاليفا، مضيفة أنه على عكس كبار الضباط الآخرين، لم يكن متورطًا في الإخفاقات التي أسفرت عن مقتل عدد كبير من جنود الاحتلال في 7 أكتوبر، ولا توجد اتهامات مماثلة ضده.
ومع ذلك، يمكن التقدير أن الأجواء الصعبة في الجيش بشكل عام وهيئة الأركان العامة بشكل خاص، في ظل الحرب، دفعته إلى الاعتقاد بأنه من الصواب له خلع زيه العسكري، حسبما ذكرت الصحيفة العبرية.
ومنذ بداية الحرب، قاد "فوكس" خطًا هجوميًا في مواجهة الفصائل الفلسطينية، شمل غارات جوية على مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم، وهو ما أسفر عن استشهاد آلاف الفلسطينيين الأبرياء.
تصعيد مع المستوطنين
منذ توليه منصبه في أغسطس 2021، وصفه بعض المستوطنين بـ"العدو الحقيقي"، ووصلت هذه المواجهة ذروتها، بعد التدريب الذي أجراه جيش الاحتلال، الذي قامت فيه القوات بمحاكاة سيناريو اختطاف ينفذه مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية، إضافة إلى إصدار قرارات لإخلاء بؤر استيطانية، وهو ما دفعهم لمهاجمته ومحاولة اغتياله، فضلًا عن تشبيهه بالزعيم الألماني السابق "هتلر".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية آنذاك، أن هناك "تحريضًا جديدًا تم تسجيله ضد فوكس وتصويره بأنه يشبه الزعيم النازي أدولف هتلر، ويرفرف علم الحزب النازي خلفه، وصليب معقوف بارز على ذراعه"، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت أعربا عن دعمهما الكامل لـ"فوكس".
ورغم الدعم الكامل الذي حاز عليه "فوكس" من قِبل الحكومة، إلا أن كانت هناك محاولات عديدة تهدد حياته. إذ وضع رئيس نقابة المحامين الإسرائيليين، تحذيرًا على مكتب بنيامين نتنياهو يفيد بأن هناك "تهديدًا ملموسًا لحياة" الجنرال فوكس يقوده عدد قليل، ولكن متطرفًا.
وتقول "يديعوت أحرنوت"، إنه تم تشديد الإجراءات الأمنية على "فوكس" عقب تلك التهديدات.