كنتُ على بعد 6 أمتار من حادث انفجار مرفأ بيروت
استعنتُ بمشاهد من كاميرات مراقبة لنقل الصورة بواقعية
السينما وسيلة قوية لإيصال الأصوات غير المسموعة والتعبير عمّا بداخل الإنسان، ومحاولة رسم مسارات لتغيير الواقع إلى الأفضل وتنوير الجمهور وتطوير تفكيره، كل ذلك كان دافعًا قويًا للمخرج اللبناني أنطوني مرشاق، ليقرر بعد إفاقته من حادث بيروت الأليم، نقل الواقع والألم والحزن الذي شهده اللبنانيون يوم انفجار مرفأ بيروت، من خلال فيلم بعنوان "بيروت بعد الـ40"، ليروي فيه قصة كل لبناني عانى هذا الانفجار.
كواليس التحضير
يؤكد المخرج اللبناني أنطوني مرشاق، لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن حادث مرفأ بيروت غيّر وجهته من التحضير لفيلم يُشجع فيه الشباب على عدم الهجرة من بيروت بسبب الأوضاع الصعبة التي تعيشها، إلى صنع فيلم "بيروت بعد الـ40" خصوصًا أنه كان على بعد 6 أمتار فقط من الحادث الأليم، ونجا منه بأعجوبة، لذا قرر أن يُجسّد هذا الواقع الأليم ويحكي عنه، حتى يستطيع أن يساعد بلده ويصل يصوته إلى أبعد الحدود.
يضيف: "بعد الانفجار تواصلت مع صديقي في الجامعة، وطلبت منه أن يذهب معي إلى مكان الحادث، وبدأت العمل على هذا الفيلم الوثائقي دون أي تخطيط مسبق".
الصعوبات
يتضمن فيلم بيروت بعد الـ40، لقطات حصرية وواقعية من قلب الحدث، وهذا ما أضاف إلى العمل مصداقيته، إذ يقول مخرج العمل: "حرصتُ على أن يتضمن العمل لقطات واقعية حتى يصل إلى العالم بشكل واقعي وحقيقي، ويُعد الحصول على هذه اللقطات الحقيقية من أصعب الأشياء التي واجهتني في تصوير العمل، إذ توصلت إلى كاميرات مراقبة تتبع أحد المطاعم وكاميرات مراقبة خاصة بالمستشفى، وهذه المشاهد ساعدتني كثيرًا لخروج الصورة واقعية".
يضيف: "أنا مخرج أفلام وثائقية منذ 12 عامًا، وكل خبرتي وقدراتي الإخراجية وضعتها في هذا العمل، لأنه بالنسبة لي، ليس كأي عمل قدمته من قبل، فهو رسالة قوية لكل العالم عن معاناة لبنان".
جوائز عدة
فاز فيلم "بيروت بعد الـ40"، بعدد من الجوائز في مختلف المهرجانات العالمية، آخرها في هوليوود ضمن مهرجان Golden State film festival، كأفضل فيلم وثائقي قصير دولي، ويقول أنطوني مرشاق عن هذا: "سعدتُ للغاية بهذه الجوائز، ولكن سعادتي الحقيقية تكمن في أنني استطعت أن أصل بالفيلم لأبعد الحدود، وأتمنى أن يصل إلى جميع العالم، لأن بهذه الطريقة أكون ساعدت بلدي وأهلي في لبنان".
العالمية
ما زال فيلم "بيروت بعد الـ40"، يشق طريقه للوصول إلى العالمية، إذ يقول مرشاق: "الفيلم حاليًا قيد الانتظار لترشيحه للانضمام إلى القائمة القصيرة لجوائز أوسكار ضمن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة، لأن الترشيح يتم على ثلاث مراحل، واجتاز الفيلم أول مرحلة وينتظر المرحلة الثانية والثالثة".
يضيف: "مسؤولية كبيرة، وأتمنى أن أكون قادرًا عليها، لأنها حلم لكل اللبنانيين لإيصال صوت معاناتهم إلى العالم".