كشفت صحيفة "التليجراف" البريطانية عددًا من الوثائق التي تفيد بأن السائقين في العاصمة البريطانية لندن قد يضطرون إلى "دفع رسوم لكل ميل" بحلول نهاية العقد الحالي، وذلك من أجل تحقيق خطة العمدة صادق خان "المتسارعة" للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية.
وفي تقرير رسمي، قال عمدة لندن إن خططه الطموحة لإزالة الانبعاثات الكربونية "ممكنة فقط من خلال فرض رسوم على السائقين"؛ حيث جدد التزامه بالخطط التي نُشرت قبل عامين، في الأسبوع الماضي.
ومع بقاء أقل من أسبوعين قبيل انطلاق الانتخابات البلدية في الثاني من مايو المقبل، أصبح "خان" عالقًا في خلاف حاد مع سوزان هول، منافسته المحافظة، حول ما إذا كان يخطط لفرض رسوم "الدفع لكل ميل".
كانت "التليجراف" ذكرت، الأسبوع الماضي، أن استراتيجية النقل الرسمية لعمدة لندن لا تزال تتضمن التزامًا بـ"التحقيق في المقترحات الخاصة بالجيل القادم من فرض رسوم على مستخدمي الطريق"، ولفتت الصحيفة إلى أن المقترحات لا تزال ثابتة، على الرغم من أن "خان" أتيحت له الفرص لتحديث الوثيقة التي تم نشرها لأول مرة في عام 2018.
جاء تأكيد نوايا خان حول "الدفع لكل ميل" ليمنح فرصة هجومية لمنافسيه من المحافظين، بعد ما رأت منافسته سوزان هول أنه "ليس هناك شك في أنه -أي خان- سيقر الدفع لكل ميل"، وأضافت للصحيفة البريطانية: "لقد رأينا كل الأدلة".
لكن متحدثًا باسم خان قال: "لقد استبعد صادق مرارًا وتكرارًا وبشكل قاطع "الدفع لكل ميل" طالما كان رئيسًا للبلدية. ولن يتم تفعيله في لندن، على الرغم من التصريحات المضللة للمحافظين التي تقول خلاف ذلك".
وأكد أنه تم اقتراح مخطط فرض رسوم على مستخدمي الطريق في الأصل من قِبل بوريس جونسون عندما كان رئيسًا للبلدية (2008 – 2016)، ووقتها كان رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك مستشارًا.
خالية من الكربون
بينما كان "خان" مُصرًا على أنه "استبعد" فرض رسوم الدفع لكل ميل، لكن المحافظين يقولون إن عمدة المدينة نفسه اعترف بأن هدفه لتحقيق صافي انبعاث صفري في العاصمة بحلول عام 2030 يعتمد على فرض رسوم على مستخدمي الطريق.
كان "خان" اقترح لأول مرة هدف الصفر الكربوني للعاصمة البريطانية "لندن 2030" -أي قبل 20 عامًا كاملة من هدف الحكومة لعام 2050 للبلاد- في عام 2020، ثم كرّسه بعد عام في بيان إعادة انتخابه لعام 2021.
والخميس الماضي، أعاد عمدة لندن تأكيد الهدف في بيانه الأخير، الذي يقول: "لدينا هدف طموح يتمثل في جعل لندن مدينة خالية من الكربون بحلول عام 2030؛ أسرع من أي مدينة مماثلة".
ولمساعدته في الوصول إلى الهدف، كُلّف "خان" في السابق بإجراء بحث من قِبل شركة استشارات الاستدامة، Element Energy، التي نشرت في يناير 2022 تقريرًا عن "المسارات" المحتملة لحياد الكربون.
وقال التقرير إن "جميع السيناريوهات ستستفيد من فرض رسوم على مستخدمي الطرق في جميع أنحاء لندن في أقرب وقت ممكن"، معتبرًا أن فرض الرسوم "واحدة من اللبنات الأساسية المبكرة لأي حزمة".
ثم انتهى الأمر باختيار مسار "أخضر متسارع" يتضمن الوصول إلى 22% من الانبعاثات المتبقية بحلول عام 2030، وهو ما يجب تعويضه.
ويقول التقرير إن هذا يحتاج إلى "شحذ مستخدمي الطرق على مستوى لندن" اعتبارًا من "منتصف أواخر عام 2020".
وفي رده الرسمي على التقرير، الذي نُشر أيضًا في يناير 2022، قال خان: "إن حجم التخفيضات المطلوبة -تخفيض بنسبة 27% في عدد الكيلومترات التي تقطعها المركبات وفقًا للسيناريو الأخضر المتسارع- لا يمكن تحقيقه إلا بشكل ما، من خلال فرض رسوم على مستخدمي الطرق".
وتابع: "مثل هذا النظام يمكن أن يلغي جميع رسوم استخدام الطريق الحالية -مثل رسوم الازدحام وأوليز (منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية) - ويستبدلها بنظام بسيط وعادل يدفع فيه السائقون لكل ميل، بمعدلات مختلفة اعتمادًا على مدى تلويث المركبات، ومستوى الازدحام في المنطقة، وإمكانية الوصول إلى وسائل النقل العام".