تعود الانبعاثات الناجمة عن الرحلات الجوية في المملكة المتحدة بسرعة إلى مستويات ما قبل الوباء (كوفيد-19)، مع اتجاه معدلات ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حركة الطيران إلى مستوى قياسي هذا العام.
وتعني هذه الزيادة أن القطاع ربما ينتهك بندًا رئيسيًا في استراتيجية الحكومة لشركة "جيت زيرو"، التي تعهدت بعدم تجاوز أرقام عام 2019 في الطريق للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية من الطيران بحلول عام 2050.
وبدأت العديد من شركات الطيران بالفعل في إطلاق انبعاثات أكثر من أي وقت مضى، وفقًا لتحليل أجرته مجموعة حملة النقل والبيئة (T&E) استنادًا إلى تقارير الكربون في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وبيانات الرحلات الجوية الأخرى.
وتشير التقديرات إلى أن انبعاثات شركة "رايان إير" من ثاني أكسيد الكربون زادت بنسبة 13.5% في عام 2023 عما كانت عليه في عام 2019، مع ارتفاع "إيزي جيت" بنسبة 4.8% و"جيت تو دوت كوم" بنسبة 26.3%.
وكانت الخطوط الجوية البريطانية لا تزال إلى حد بعيد شركة الطيران الأكثر تلويثًا في المملكة المتحدة، على الرغم من أن انبعاثاتها لا تزال أقل بنسبة 18٪ من مستويات عام 2019.
وفي العام الماضي، انطلقت 940 ألف رحلة جوية من مطارات المملكة المتحدة، مما أدى إلى انبعاث بإجمالي 32 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، أي 89% من مستويات عام 2019، وفقًا لـ T&E.
وقالت T&Eإن هناك مستويات ملحوظة من النمو مقارنة بعام 2022 وحده، مع ارتفاع انبعاثات الرحلات الطويلة بنسبة 28%، وأن البيانات تشير إلى أن انبعاثات الطيران قد تصل إلى مستوى قياسي في عام 2024.
وأعلنت الخطوط الجوية البريطانية ورايان إير وإيزي جيت عن استمرار التوسع المخطط له بنسبة تتراوح بين 7٪ إلى 9٪ لعام 2024.
وعلى الرغم من أن الطائرات الأحدث ذات استهلاك الوقود المنخفض التي طلبتها شركات الطيران، مثل رايان إير، تعني أنها تتباهى بانخفاض الانبعاثات، فإن النمو السريع في حركة المرور يعني أن أرقام التلوث الإجمالية الخاصة بها تنمو بلا هوادة.
بالإضافة إلى التحذير من أن خارطة طريق "جيت زيرو" التي وضعتها حكومة المملكة المتحدة نحو طيران أكثر استدامة قد تخرج عن مسارها قبل عام 2050، وحثت T&E صناع السياسات على إعادة النظر في كيفية فرض الضرائب على شركات الطيران بالنظر إلى القيود المفروضة على نظام تداول الانبعاثات (ETS).
ستكون الانبعاثات الإضافية المستقبلية من جميع الرحلات الجوية مسؤولة عن التعويضات بموجب خطة "كورسيا"، وهي خطة عالمية قائمة على السوق ومُصممة لتعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة عن الطيران الدولي بهدف تثبيت مستويات هذﻩ الانبعاثات بدءًا من عام 2020 فصاعدًا، الذي وافقت عليه هيئة الأمم المتحدة، قبل الوباء، لكنه ليس إلزاميًا في جميع أنحاء العالم حتى عام 2027 ويخشى الناشطون أن يكون التأثير ضئيلًا بسبب التكلفة المحتملة لشركات الطيران.