شهد الكونجرس الأمريكي فوضى وصراعات حادة بشأن حزمة المساعدات الخارجية البالغة 95 مليار دولار المقترحة لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان والدعم الإنساني، إذ واجه الرئيس الجمهوري لمجلس النواب مايك جونسون تمردًا من أقصى اليمين في حزبه، إذ عارض بعض النواب المتشددين هذه الحزمة الضخمة للمساعدات الخارجية، واعتبروها مبالغًا فيها وتتجاوز نطاق الاهتمامات الأمريكية.
لكن جونسون لم ييأس وسعى جاهدًا للحصول على الدعم اللازم لتمرير الحزمة.
تدخل الديمقراطيين لإنقاذ الموقف
في خطوة غير مسبوقة، قرر الديمقراطيون التدخل لإنقاذ جونسون من هذا المأزق السياسي الخطير، إذ بحسب ما نقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، صوّت أعضاء ديمقراطيون في لجنة القواعد البرلمانية لصالح تقديم حزمة المساعدات للتصويت النهائي، متحالفين مع عدد من النواب الجمهوريين المعتدلين لتجاوز معارضة اليمين المتطرف، فيما يعد حدثًا نادرًا في الكونجرس، إذ عادة ما تصوت الأحزاب حسب خطوطها الحزبية.
تحذيرات من تأخر المساعدات
في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن أي تأخير إضافي في إرسال المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا سيكون له عواقب وخيمة، إذ إن "هناك خطرًا حقيقيًا بأن تصل المساعدات متأخرة جدًا" لدعم أوكرانيا ضد القوات الروسية، فالوقت ضيق وكل يوم يمر يعني مزيدًا من الخسائر والمعاناة للشعب الأوكراني.
جهود جونسون لتجنيد الدعم
على الرغم من المعارضة الشرسة، لم يكن جونسون ليستسلم بسهولة، إذ أجرى جولة ماراثونية على وسائل الإعلام المحافظة، محاولًا تجنيد الدعم وشرح أهمية هذه الحزمة لأمن الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
كما التقى بالرئيس السابق دونالد ترامب الذي أيّد إلى حد ما إرسال المساعدات لأوكرانيا بعد اجتماعه مع الرئيس البولندي أندريه دودا.
مستقبل على المحك
ويواجه جونسون الآن تحديًا كبيرًا لتمرير حزمة المساعدات هذا الأسبوع في مجلس النواب، إذ سيتم التصويت النهائي على التشريع الذي يوفر 61 مليار دولار للصراع في أوكرانيا و26 مليار دولار لإسرائيل و8 مليارات لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وإذا فشل في ذلك، فقد يواجه محاولة لإقالته من منصبه رئيسًا للمجلس، لكن إذا نجح، فسيكون حقق انتصارا كبيرًا ويعزز موقفه كزعيم حزبي قادر على الوساطة والتعاون عبر الخطوط الحزبية للمصلحة الوطنية العليا.
المعركة الحزبية المستمرة
يعكس هذا الصراع الأخير الانقسامات العميقة داخل الحزب الجمهوري بين المعتدلين والمتشددين المتطرفين، وهي انقسامات تهدد بشل الحكومة الأمريكية إذا لم يتم التعامل معها بحكمة، فأغلبية التصويت الجمهوري الهشة في مجلس النواب "218-213" تجعل من الصعب تمرير أي تشريعات كبيرة دون دعم من الديمقراطيين أو على الأقل جناح معتدل في الحزب الجمهوري.
وهذه ليست المرة الأولى التي ينقذ فيها الديمقراطيون الرئيس جونسون، إذ ساعدوه أيضًا في إقرار ميزانيات ضخمة وتجديد برامج المراقبة الاتحادية في وقت سابق من ولايته.