مع أسراب المسيرات التي أطلقتها إيران، اعتمدت إسرائيل بشكل كبير على منظومة القبة الحديدية في اعتراضها بسماء تل أبيب قبل أن تصيب أهدافها، غير أن تكلفة التشغيل لهذه المنظومة كانت باهظة، إذ يتكلف كل صاروخ ما يزيد على 40 ألف دولار، فيما لا تتجاوز تكلفة المُسيرة الواحدة ألف دولار، الأمر الذي يرهق إسرائيل اقتصاديًا، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
تكلفة باهظة للقبة الحديدية
قُدّرت تكلفة تصدي إسرائيل لوابل الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية بنحو 2.1 مليار شيكل إسرائيلي، أو أكثر من 550 مليون دولار، تشمل النفقات المرتبطة باعتراض نصف الصواريخ والطائرات دون طيار الإيرانية، واستخدام القبة الحديدية، وتكلفة إبقاء 100 طائرة حربية إسرائيلية في الجو لمدة 6 ساعات، بما في ذلك الوقود والأسلحة، وذلك تقديرات يوشع كاليسكي، الباحث الإسرائيلي في دراسات الأمن القومي.
واعتمدت إسرائيل بشكل كبير على منظومة القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ، وأنفقت الحكومة الأمريكية أكثر من 2.9 مليار دولار على برنامج القبة الحديدية، وفقًا لخدمة أبحاث الكونجرس، وزعمت إسرائيل أنها تصدت لأكثر من 2500 هدف باستخدام القبة الحديدية بحلول نهاية عام 2020.
وفي رواية أخرى، وحسب ما نقلته صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية، قال ريم أمينوتش، المستشار المالي السابق لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن صاروخ "سهم" المستخدم لاعتراض صاروخ باليستي إيراني واحد تبلغ تكلفته نحو 3.5 مليون دولار، في حين تبلغ تكلفة صاروخ "العصا السحرية" مليون دولار".
وعزا "أمينوتش" ارتفاع التكلفة إلى عدة عوامل أخرى، شملت طلعات الطائرات التي شاركت في اعتراض الطائرات المسيرة الإيرانية، والوقود وغيرها.
اعتراض قصير المدى
بدأ تطوير القبة الحديدية لأول مرة في عام 2007، وبعد الاختبارات في عامي 2008 و2009، تم نشر أول بطاريات القبة الحديدية في عام 2011، وتم تحديث النظام عدة مرات منذ ذلك الحين، ومن المرجح أن الرأس الحربي يحمل 11 كيلوجرامًا من المتفجرات شديدة الانفجار، ويتراوح مداه من 4 كم إلى 70 كم (2.5 ميل إلى 43 ميلًا).
وتخصص القبة الحديدية لقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى، ويمكن لكل بطارية أن تغطي مساحة قدرها 150 كيلومترًا مربعًا، وهو ما يعادل نصف قطر يبلغ 7 كيلومترات حول البطارية، ويبلغ مدى الصواريخ الدفاعية نحو 17 كيلومترًا.
كيف تعمل القبة الحديدية؟
يتكون نظام الدفاع الجوي المتنقل من 10 بطاريات تحمل كل منها ثلاث إلى أربع قاذفات صواريخ قابلة للمناورة، ويوفر موقعها الاستراتيجي حاجزًا دفاعيًا ضد الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات دون طيار لمساحة تصل 60 ميلًا مربعًا من المناطق المأهولة بالسكان.
وهي مجهزة برادار يكتشف الصواريخ ثم يستخدم نظام القيادة والتحكم الذي يحسب بسرعة ما إذا كانت المقذوفة القادمة تشكل تهديدًا أو من المحتمل أن تضرب منطقة غير مأهولة بالسكان، إذا كان الصاروخ يشكل تهديدًا، تطلق القباب الحديدية الصواريخ.
وتعتمد إسرائيل على الصواريخ طويلة المدى على نظامين آخرين للدفاع الجوي: نظام Arrow، الذي يهدف إلى الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، ونظام David's Sling، الذي يهدف إلى اعتراض الصواريخ متوسطة المدى والصواريخ الموجهة متوسطة المدى.