أبرزت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أسباب استهداف إسرائيل لمدينة أصفهان، في الضربة التي نفذتها داخل إيران، في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة.
ونفذت إسرائيل ضربة عسكرية داخل إيران، في صباح اليوم الجمعة، ردًا على الهجوم بالمسيرات والصواريخ، الذي شنته طهران على دولة الاحتلال، مساء السبت الماضي، انتقامًا لمقتل 7 من الحرس الثوري، بينهم ضابطان كبيران، في استهداف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، في الأول من شهر أبريل الجاري.
وذكر مسؤول إسرائيلي لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الهدف من الضربة إرسال رسالة بأن إسرائيل قادرة على ضرب الداخل الإيراني.
وأفادت التقارير الأولية لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية، بأن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى سماع دوي "ثلاثة انفجارات" في منطقة قهجافا فارسان، بالقرب من مطار أصفهان، وقاعدة شكاري الجوية، في حين قال المتحدث باسم وكالة الفضاء الإيرانية حسين داليريان إن " الدفاعات الإيرانية أسقطت عدة طائرات بدون طيار".
وذكرت "الجارديان" أن مدينة أصفهان في وسط إيران، تعد موطنًا لعدد من المنشآت العسكرية المهمة، بما في ذلك المنشآت النووية وقاعدة جوية رئيسية ومصانع مرتبطة بالطائرات بدون طيار الإيرانية وغيرها من الإنتاج العسكري.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين، إن المنشآت النووية آمنة، بعد الضربة الإسرائيلية. وتقع محطة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم، وهي أشهر منشأة نووية إيرانية، في محافظة أصفهان، بينما تتم عملية تحويل اليورانيوم في منطقة "زردينجان" جنوب شرق المدينة.
وأظهر مقطع فيديو من وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء من "زردينجان" موقعين مختلفين للمدافع المضادة للطائرات، وتتوافق تفاصيل الفيديو مع الميزات المعروفة لمنشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان.
وحسب الجارديان، تقوم المنشأة النووية في أصفهان، والتي بدأ بناؤها في عام 1999، بتشغيل ثلاثة مفاعلات بحثية صغيرة زودتها بها الصين، فضلاً عن التعامل مع إنتاج الوقود وغير ذلك من الأنشطة للبرنامج النووي المدني الإيراني، ويبدو أن الموقع قد تعرض لانفجار في نوفمبر 2011.
وتعد أصفهان أيضًا موطنًا لقاعدة جوية إيرانية رئيسية تضم الأسطول الإيراني القديم من طائرات F-14 Tomcat الأمريكية الصنع، والتي تم شراؤها قبل الثورة الإيرانية عام 1979. وأشارت بعض التكهنات الأولية إلى أن منشأة الرادار في القاعدة ربما كانت الهدف المقصود للهجوم.
ولا تقل أهمية عن ذلك منشآت إنتاج الأسلحة الإيرانية في أصفهان وما حولها، وفي أوائل العام الماضي، تم شن هجوم، ألقي باللوم فيه على إسرائيل، على ما قيل إنه منشأة لإنتاج أسلحة متقدمة في المدينة، واستخدمت فيه ثلاث طائرات بدون طيار، مثلما وقع الهجوم الحالي.
وكما هو الحال في الهجوم الحالي، كانت هناك روايات متضاربة إلى حد كبير من المسؤولين الإيرانيين، الذين أعلنوا أنه تم إسقاط طائرتين بدون طيار، بينما ألحقت أخرى أضرارًا طفيفة بسقف المصنع.